الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد...
قال الشافعي: ( لو أن رجلاً تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يكون أحمق )
وقال: ( ما لزم أحد الصوفية أربعين يوماً فعاد إليه عقله أبداً )
وقال: ( تركت بغداد وقد أحدث الزنادقة فيها شيئاً يسمونه السماع...)
قال سفيان: سمعت عاصماً يقول : ( ما زلنا نعرف
الصوفية بالحماق .. )
وقال يحيى بن يحيى : (الخوارج أحب إليَّ من الصوفية
)
وقال يحيى بن معاذ : ( اجتنبْ صحبة ثلاثة أصناف من
الناس :
العلماء الغافلين، والفقراء المداهنين، والمتصوفة
الجاهلين )
وقَالَ سُوَيْدٌ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
مَهْدِيٍّ , وَذَكَرَ الصُّوفِيَّةَ , فَقَالَ:
( لَا تُجَالِسُوهُمْ, وَلَا أَصْحَابُ الْكَلَامِ)
وقال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول :
( لو أن رجلا تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير
أحمقاً )
وقال سعيد بن عَمْرو البردعي شهدت أبا زرعة وسئل عن
الحارث المحاسبي وكتبه ؟
فقال للسائل : ( إياك وهذه الكتب هذه الكتب كتب بدع
وضلالات عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب ) .
قيل له :في هذه الكتب عبرة !
قال : ( من لم يكن له في كتاب الله عز و جل عبرة فليس
له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة
المتقدمة صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء ؟! هؤلاء قوم خالفوا
أهل العلم .. )
ثم قال : ( ما
أسرع الناس إلى البدع) .
ولما تكلم ذو النون بكلام القوم في الإشارات، والمنازل
المحدثة، قام عليه علماء عصره، وشنعوا عليه، يقول أبو عبد الرحمن السلمي : ( أول
من تكلم في بلدته في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية ذو النون المصري، فأنكر
عليه ذلك عبد الله بن عبد الحكم، وكان رئيس مصر، وكان يذهب مذهب مالك، وهجره لذلك
علماء مصر لما شاع خبره أنه أحدث علمًا لم يتكلم فيه السلف، حتى رموه بالزندقة)
.
وقال أبو محمد الدشتي في كتابه "النهي عن الرقص والسماع"
:
" الزنادقة في زماننا لُبْسُ الصوف شعارهم
... وشاع من نُوَيْسٍ، إكثار اللعب بالقضيب والرقص، وصحبة أحداث مرد، غير متنزهين
من فعل ذلك، مع ما أجمع أئمة الإسلام على تجنب ذلك والإنكار على أهله، وتفسيق
فاعله إذا رآه محرماً، وتكفيره إذا رآه حلالاً على الوجه المشهور بين هذه الطائفة
... فهذه الطائفة الخبيثة تمثل لهم الآثام والبدع في صورة التقوى، ألا فاحذروهم فإنهم
زنادقة مَرَدَةٌ، لا ينقادون إلى الحق .. " ا.هـــ
[ مقدمة تفسير الهروي الأنصاري لإبراهيم الشمري, وغيره ]