بسم الله الرحمن الرحيم
من سلسلة الرد على شبه العاذرين للمشركين [8]
احتجوا بأحاديث أهل الفترة على أن الذي يأتي بالشهادة إن عبد الصنم
أو صلى لغير الله أو نفى علو الله وعطل وجوده لا يكفر حال جهله أو تأوله
بل وبلغ الحال ببعضهم إلى أن قال أن أهل الفترة ممن لا يشهدون
الشهادتين أصلاً لا يكفرون
الجواب عن هذه الشبهة من وجهين
الوجه الأول: هو في بيان من هم أهل الفترة وأن هؤلاء الذين يعذرهم اليوم
المرجئة الغلاة اليوم لا علاقة لهم أصلاً بـأولئك
فأقول : أهل الفترة هم من لم تبلغهم دعوة نبي ولم يأتهم كتاب
واشتهر إطلاق الفترة على المدة بين عيسى ومحمد –عليهما الصلاة والسلام-
كما قال تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْرَ سُولُنَا
يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ}
-أخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير بسند صحيحعَن قَتَادَة فِي
قَوْله {على فَتْرَة من الرُّسُل} قَالَ: [ كَانَ بَين عِيسَى وَمُحَمّد
خَمْسمِائَة سنة وَسِتُّونَ ]
-وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج قَالَ: [ كَانَت الفترة
خَمْسمِائَة سنة ]
فأين هؤلاء ممن بلغهم القرآن وكتب السنن والآثار حتى يزعم أن هؤلاء
كحال أهل الفترة
-و قد " قال تعالى: {تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ
عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً}
-وقال تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ
بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}
فكل من بلغه هذا القرآن فقد أنذر به وقامت عليه حجة اللّه "
" وقد أجمع العلماء على أن من بلغته دعوة الرسول أن حجة الله
قائمة عليه وليس المراد بقيام الحجة أن يفهمها الإنسان فهما جليا كما يفهمها من
هداه الله ووفقه فإن الكفار قد قامت عليهم حجة الله مع إخباره بأنه جعل على قلوبهم
أكنة أن يفقهوا كلامه "
الوجه الثاني: أن أهل الفترة لا يسمون مسلمين في الدنيا بالإجماع كما
العلماء : أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن، وماتوا على الجاهلية لا يسمون
مسلمين بالإجماع، ولا يستغفر لهم . اهـ
{ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ }
فلا حجة للعاذرين بهذا البتة
والله أعلم
مستفاد من بعض البحوث