بسم الله الرحمن الرحيم
من سلسلة الرد على شبه العاذرين للمشركين [7]
احتج المعارضون العاذرون بحديث عائشة لما قَالَتْ لرسول الله –صلى
الله عليه- : [ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ ]
فقالوا : فهذه عائشة أم المؤمنين .. لم تكن تعلم ذلك ، ولم تكن قبل
معرفتها بأن الله عالم بكل شيء يكتمه الناس ! وإن كان الإقرار بذلك بعد قيام الحجة
من أصول الإيمان وإنكار علمه بكل شيء كإنكار قدرته على كل شيء هذا مع أنها
كانت ممن يستحق اللوم ! على الذنب ! ..فقد تبين أن هذا القول كفر ! ولكن تكفير
قائله لا يحكم به حتى يكون قد بلغه من العلم ما تقوم به عليه الحجة التي يكفر
تاركها )
فقالوا لا بد قبل الحكم على المعين بالشرك أو الكفر من بلوغ
الحجة ورفع الجهل:
وإن كان يستغيث بغير الله
ويذبح لغيره
وينذر لغيره
وإن كان يشرك بالله في الربوبية.
فهو معذرور لا يُحكم بكفره حتى يأتيه الرسول ويُبلِّغه ويرفع
الجهل عنه
الجواب عن هذه الشبهة من وجوه
وقبل ذكر الوجه الأول فإنه يُقال لكل من يستدل بهذا النص مبتوراً
إن هذا من ركوب طرق أهل الأهواء كما قال عبد الرحمن بن مهدي –رحمه الله- وغيره
:
[ أهلُ السنّة يكتبونَ ما لهمْ وما عليهمْ وأهلُ الهوى لا يكتبونَ
إلا ما لهمْ ]
الوجه الأول: أن تتمة الحديث قالت عائشة –رضي الله عنها- [ مَهْمَا يَكْتُمِ
النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، نَعَمْ ]
" فليس فيه شكّ في علمِ الله تعالى
بل بالعكس فيه تقرير للعلم
ويدلُّ على ذلك تصديق نفسها حيث أكّدت مقالتها بالإثبات ،
فليس في عبارتها محذورٌ شرعي "
الوجه الثاني: أنه لا ينبغي أن يُضاف لأُمِّنا عائشة رضي الله عنها -زوج
النبي صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم في الدنيا والآخرة وأفقه نساء المؤمنين-
الشكّ في صفة ذاتية لله سبحانه المتعلِّقة بالعلم
فإن في ذلك من الجرأة بل والوقاحة ما الله به عليم كيف وقد أسلمت
في العهد المكي وتربَّت في بيت النبوة الذي يُتلى فيه آياتُ الله والحكمة، ومن
آيات الله قوله تعالى:{يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}
وقوله تعالى : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي
الصُّدُورُ} .. وغيرها من الآيات "
الخلاصة:
١-أنه ليس في كلام أم المؤمنين شك في علم الله بل فيه إثبات العلم
٢-أن الذين يستدلون بهذا الحديث إما:
-مريض يتبّع المتشابه
-متعصب
-غبي لا يفهم
٣-من يستدل في هذا الحديث هو ممن لم يعرف قدر الصحابة رضي الله
عنهم فهم القوم لا يشقى منهم جليس رضي الله عنهم
والله أعلم
