بسم الله الرحمن الرحيم
من سلسلة الرد على شبه العاذرين للمشركين [16]
️والجواب عن هذه الشبهة هو كالجواب عن الشبهة
التي مضت رقم 15
1- فهو -على هذا الوجه-
ينفي القول –أي التلفظ- بذلك لا ينفي اعتقاده لتكفير ابن عربي وابن الفارض.
2- يُقوي هذا قوله في
الرسائل الشخصية :
ولا يخفاك أني عثرت على أوراق عند ابن عزاز، فيها إجازات له من عند
مشايخه ،وشيخ مشايخه رجل يقال له عبد الغني،ويثنون عليه في أوراقهم، ويسمونه
العارفبالله؛ وهذا اشتهر عنه أنه على دين ابنعربي الذي ذكر العلماء أنه أكفر من
فرعون،حتى قال ابن المقري الشافعي:
من شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر. فإذا كان إمام دين ابن عربي
والداعي إليه هو شيخهم، ويثنون عليه أنه العارف بالله،فكيف يكون الأمر؟ . ا.هــ
2- وقوله أيضاً في
رسالته إلى أهل الرِّياض ومنفوحه :
وقولكم: إننا نكفّر المسلمين، كيف تفعلون كذا؟ كيف تفعلون كذا؟
فإنا لم نكفّر المسلمين، بل ما كفّرنا إلا المشركين وكذلك أيضاً، من أعظم الناس
ضلالاً: متصوفة في معكال وغيره، مثل ولد موسى بن جوعان، وسلامة بن مانع، وغيرهما،
يتبعون مذهب ابن عربي وابن الفارض ، وقد ذكر أهل العلم أن ابن عربي من أئمة أهل
مذهب الاتحادية، وهمأغلظ كفراً من اليهود والنصارى، فكل من لم يدخل في دين محمد
صلى الله عليه وسلم ويتبرأ من دين الاتحادية، فهو كافر بريء من الإسلام، ولا تصح
الصلاة خلفه، ولا تُقبل شهادته. اهــ
وهو يُكفِّر من هو أقل كفراً منه بمراحل
لكن هذا فيما يظهر سياسة -خاطئة في اعتقادي- منه في أول دعوته
- وبعد ذلك جهر وأخذ يبين وجوب الجهر بتكفير المشركين
-كما هو مثبت في عدة مواضع من كتبه
وأما في رسالته لعبدالله بن سحيم أجاب فيها عن اثنى عشر مسألة ليس
منها مسألة تكفير ابن عربي وابن الفارض
فهل فعلاً قد ثبت هذا النقل في رسالة أهل القصيم
أم أنه مقحم من قِبَل بعض النُسّاخ
وهذا قد مال إليه بعض النجديين والله أعلم بصحته
-ولكن يبدو لي أن الشيخ كان له مذهب غير محمود في التورية والمدارة
أول دعوته والله الموفق .
١- ومن ذلك رسالته : تقريب الله التوحيد ،بالعقل، والنقل والأئمة،
والأدلة المصرفة.
فأما العقل: فكون الإنسان الذي في عقله أنكتلجأ إلى الحي، ولا تلجأ
إلى الميت، وتطلبالحاضر، ولا تطلب الغائب، وتطلب الغنيولا تطلب الفقير; وأما
النقل: ففي القرآنأكثر من أربعين مثلا; والأئمة مثل ما يعرف: أن الناس متعلقة
قلوبهم باتباع العلماء،ويقال من أكبر الأئمة; ومعلوم أنه محمد،وإبراهيم، عليهما
السّلام.
فأما إبراهيم، فكما قال تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَلِلنَّاسِ
إِمَاماً} ، لما جعله الله إماما، معلوم أنهفي التوحيد، وما جرى عليه من
قومه،أوقدوا له نارا، إذا مر الطير من فوقها سقطفيها.
ومحمد صلى الله عليه وسلم فأي شيء هومرسل به؟ دعوة الصالحين، هو
مرسلبهدمها أو يقيمها؟ أو هو ساكت عنها؟ لاقال شينة، ولا زينة؟! ومعلوم أنه ما
تفارقهو وقومه إلا عندها. وأما الأدلة المصرفة: فبحر لا ساحل له، كل ما رأيت فهو
يدل علىالوحدانية. اهــ
فــبين أن معرفة التوحيد لا تقتصر على بلوغ الرسالة
ومن كلامه في التكفير للأعيان دون استثناء الجاهل ما قد نقلته في
السلسلة رقم 15 وأنقله هنا أيضاً:
١- تكفيره لمن عبد قبة أبي طالب ، فقد قال كما في الدرر :
ولكن أقطع أن كفر من عبد قبة أبي طالب لايبلغ عشر كفر المويس
وأمثاله . ا.هــ
٢- ومن ذلك قوله في كشف الشبهات :
فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها
وهو جاهلفلا يعذر بالجهل، وقد يقولها وهو يظن أنهاتقربه إلى الله كما ظن المشركون
. ا.هـــ
٣- وقوله في نواقض الإسلام :
لا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازلوالجاد والخائف، إلا المكره
.. ا.هــ
٤- وقال في الرسائل الشخصية : بل العبارةصريحة واضحة في
تكفير مثل ابن فيروزوصالح بن عبد الله وأمثالهما، كفراً ظاهراًينقل عن الملة فضلاً
عن غيرهما .. ا.هــ
فمن ترك هذه النصوص وغيرها وتعلق بتلك الكلمة -والتي سبق الإجابة
عنها- ثم زعم أن الشيخ محمداً يعذر بعباد القبور بجهلهم ويجعلهم من خير أمة أخرجت
للناس
فهو كما قال إسحاق بن عبدالرحمن –رحمه الله- في تكفير المعين
:
قال عن الاستدلال بذاك الكلام : فهي نفسها دعوى لا تصلح أن
تكون حجة بل تحتاج لدليل وشاهد من القرآن والسنة.. فيالله العجب كيف يُترك قول
الشيخ في جميع المواضع مع دليل الكتاب والسنة .. ويقبل في موضع واحد مع الإجمال ..
ا.هــ
الخلاصة:
-أن القول بأن الشيخ لا يُكفّر ابن فارض محض تخرص وتتبع للمتشابه
-أنه حتى لو ثبت ذلك عنه فإنه لا يُقدِّم ولا يؤخر لأن كلام الشيخ
ليس مصدراً تشريعياً حتى يُنصب الخلاف به فضلاً على أن يُلزَم الأخذ به.
-المعروف من سيرة الشيخ تكفيره للمشركين وعدم عذره لهم.
والله أعلم