آخر الأخبار
| ]



الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
ثم أما بعد...

فهذه سلسلة في بيان ضلالات يحيى بن شرف النووي، مع ذكر بعض النقول عن سلفنا الصالح، أو إجماعات في بيان سقوط ماذكره النووي وحال من يقول بقوله.

قال النووي في شرح مسلم [5-24] : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ )
هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أحَادِيثِ الصِّفَاتِ
وَفِيهَا مَذْهَبَانِ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمَا مَرَّاتٍ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ

أَحَدُهُمَا : الْإِيمَانُ بِهِ مِنْ غَيْرِ خَوْضٍ فِي مَعْنَاهُ مَعَ اعْتِقَادِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَتَنْزِيهِهِ عَنْ سِمَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ

وَالثَّانِي تَأْوِيلُهُ بِمَا يَلِيقُ بِهِ فَمَنْ قَالَ بِهَذَا
قَالَ : كَانَ الْمُرَادُ امْتِحَانَهَا هَلْ هِيَ مُوَحِّدَةٌ تُقِرُّ بِأَنَّ الْخَالِقَ الْمُدَبِّرَ الْفَعَّالَ هُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ وَهُوَ الَّذِي إِذَا دَعَاهُ الدَّاعِي اسْتَقْبَلَ السَّمَاءَ
كَمَا إِذَا صَلَّى الْمُصَلِّي اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ مُنْحَصِرٌ فِي السَّمَاءِ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ مُنْحَصِرًا فِي جِهَةِ الْكَعْبَةِ بَلْ ذَلِكَ لِأَنَّ السَّمَاءَ قِبْلَةُ الدَّاعِينَ كَمَا أَنَّ الْكَعْبَةَ قِبْلَةُ الْمُصَلِّينَ
أَوْ هِيَ مِنْ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ الْعَابِدِينَ لِلْأَوْثَانِ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَلَمَّا قَالَتْ فِي السَّمَاءِ عَلِمَ أَنَّهَا مُوَحِّدَةٌ وَلَيْسَتْ عَابِدَةً لِلْأَوْثَانِ

قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : لَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ قَاطِبَةً فَقِيهُهُمْ وَمُحَدِّثُهُمْ وَمُتَكَلِّمُهُمْ وَنُظَّارُهُمْ وَمُقَلِّدُهُمْ أَنَّ الظَّوَاهِرَ الْوَارِدَةَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السماء أن يخسف بكم الأرض} وَنَحْوِهِ لَيْسَتْ عَلَى ظَاهِرِهَا بَلْ مُتَأَوَّلَةٌ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ
فَمَنْ قَالَ بِإِثْبَاتِ جِهَةِ فَوْقُ مِنْ غَيْرِ تَحْدِيدٍ وَلَا تَكْيِيفٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ تَأَوَّلَ فِي السَّمَاءِ أَيْ عَلَى السَّمَاءِ
وَمَنْ قَالَ مِنْ دَهْمَاءِ النُّظَّارِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ وَأَصْحَابِ التَّنْزِيهِ بِنَفْيِ الْحَدِّ وَاسْتِحَالَةِ الْجِهَةِ فِي حَقِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَأَوَّلُوهَا تَأْوِيلَاتٍ بِحَسَبِ مُقْتَضَاهَا
وَذَكَرَ نَحْوَ مَا سَبَقَ
قَالَ وَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَا الَّذِي جَمَعَ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْحَقِّ كُلَّهُمْ عَلَى وُجُوبِ الْإِمْسَاكِ عَنِ الْفِكْرِ فِي الذَّاتِ كَمَا أُمِرُوا وَسَكَتُوا لِحِيرَةِ الْعَقْلِ وَاتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيمِ التَّكْيِيفِ وَالتَّشْكِيلِ
وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ وُقُوفِهِمْ وَإِمْسَاكِهِمْ غَيْرُ شَاكٍّ فِي الوجود والموجود
وَغَيْرُ قَادِحٍ فِي التَّوْحِيدِ بَلْ هُوَ حَقِيقَتُهُ
ثُمَّ تَسَامَحَ بَعْضُهُمْ بِإِثْبَاتِ الْجِهَةِ خَاشِيًا مِنْ مِثْلِ هَذَا التَّسَامُحِ
وَهَلْ بَيْنَ التَّكْيِيفِ وَإِثْبَاتِ الْجِهَاتِ فَرْقٌ لَكِنْ إِطْلَاقُ مَا أَطْلَقَهُ الشَّرْعُ مِنْ أَنَّهُ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ
وَأَنَّهُ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَعَ التَّمَسُّكِ بِالْآيَةِ الْجَامِعَةِ لِلتَّنْزِيهِ الْكُلِّيِّ الَّذِي لَا يَصِحُّ فِي الْمَعْقُولِ غَيْرُهُ
وهو قوله تعالى {ليس كمثله شيء} عِصْمَةٌ لِمَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ تَعَالَى .
وَهَذَا كَلَامُ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى . ا.هـــ

خلاصة ما قرره شارح صحيح مسلم هنا زعمه أن النصوص المثبتة لعلو ربنا سبحانه كحديث الجارية المذكور وغيره تحمل على أحد مذهبين :
المذهب الأول : تفويض معاني هذه النصوص وعدم الخوض في فهمها من حيث المعنى اللغوي !

والمذهب الثاني صرفها إلى أحد (الأقوال=التحريفات) المذكورة

ويرجع الأمر على كلا المذهبين أن ظواهر هذه النصوص غير مرادة كما قال عياض -والذي أقر الشارح كلامه- : لَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ .. أَنَّ الظَّوَاهِرَ الْوَارِدَةَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ .. لَيْسَتْ عَلَى ظَاهِرِهَا .. ا.هــ المراد ".

وهذا يدل على أن النووي لا يقول بأن الله في السماء كما هو إجماع أهل السنة.

وهذه بعض النقول، والإجماعات في تكفير من يقول بنفي علو الله عز وجل:

 قال عباد بن العوام (ت 183هـ)

قال: "كلمت بشراً المريسي وأصحابه، فرأيت آخر كلامهم ينتهي إلى أن يقولوا: ليس في السماء شيء أرى أن لا يناكحوا، ولا يوارثوا".

قال عبدالرحمن بن مهدي (ت 198هـ)

قال: "إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن الله كلم موسى، وأن يكون على العرش، أرى أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم".


قال وهب بن جرير (ت 206هـ)

قال: "إياكم ورأي جهم، فإنهم يحاولون أنه ليس شيء في السماء، وما هو إلا من وحي إبليس، ما هو إلا الكفر".

قال خشيش بن أصرم (ت 253هـ)

"من كفر بآية من كتاب الله فقد كفر به أجمع، ومن أنكر العرش فقد كفر به أجمع، ومن أنكر العرش فقد كفر بالله، وجاءت الآثار بأن لله عرشاً، وأنه على عرشه وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض".

قال المزني (ت 264هـ)

"لا يصح لأحد توحيد حتي يعلم أن الله علي العرش بصفاته".

الدارمي (ت280هـ)

قال في تعليقه علي حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه: ففيه دليل علي أن من لم يعلم أن الله عز وجل في السماء، فليس بمؤمن، ألا تري أن رسول الله  حكم بإيمان الجارية لما أقرت أن الله في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية".

قال محمد بن مصعب العابد (ت 288هـ)

"من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة، فهو كافر بوجهك، أشهد أنك فوق العرش، فوق سبع سماوات، ليس كما تقول أعداء الله الزنادقة".

قال نعيم بن حماد الخزاعي (ت 288هـ)

"من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف به نفسه ولا رسوله تشبيهاً".

قال ابن خزيمة (ت 311هـ)

"من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سماواته، فهو كافر بربه، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وألقي علي بعض المزابل حيث لا يتأذي المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته، وكان ماله فئياً لا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال".

قال أبو العباس السراج (ت 313هـ)

"من لم يقر ويؤمن بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من يسألني فأعطيه، فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين".

وصلى الله على نبينا محمد



 
لتعديل على القالب اضغط على الصورة وقم بتواصل معانا واى استفسار ضع تعليق فى تدوينة اتصل بنا