آخر الأخبار
| ]

 بسم الله الرحمن الرحيم

من سلسلة الرد على شبه العاذرين للمشركين [14] 

احتج العاذرون بأن الشافعي قد قال بالعذر بالجهل في أصول الدين 

- وغاية ما احتجوا به في إثبات هذه الدعوى هو ما أخرجه ابن أبي حاتم في المناقب
عن يونس بن عبد الأعلى ، قال : سمعت الشافعي –رحمه الله- يقول: 
[ للهِ أسماءٌ و صفاتٌ لا يسعُ أحداً ردها ، ومَنْ خالفَ بعدَ ثبوتِ الحجّة عليهِ فقدْ كفرَ ، و أمّا قبلَ قيامِ الحجّة فإنّه يعذرُ بالجهلِ لأنّ علمَ ذلكَ لا يدركُ بالعقلِ و لا الرؤيةِ و الفكرِ ]

والجواب عن هذا من ثلاثة وجوه 

الوجه الأول: أن الشافعي إنما قال : [ للهِ أسماءٌ و صفاتٌ ..]
أي : يعذر بالجهل فيها قبل قيام الحجة
ولم يقل –رحمه الله- [ أسماء الله وصفاته يعذر بالجهل فيها ] 

وفرق بين اللفظين ومدلوليهما وهذا الكلام صحيح لا شك فيه

فإن من الأسماء والصفات ما لا يُعلم إلا بالسمع 

فمن خفي عليه شيء منه –بوجه يعذر به- فلا يُكفّر حتى تقام عليه الحجة 

لكن أين هذا من إثبات صفة العلو –مثلاً- التي فاقت أدلتها الألفي دليل
والتي أجمع عليها أهل الإسلام قاطبة 
والتي فطر عليها البقر والنمل وغيرهم من الحيوانات

أين هذا من صفة الضحك -مثلاً- التي لا تعرف إلا بالسمع

ولأجل هذا لما قال رسول الله –صلى الله عليه- :
[ضَحِكَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ، وَقُرْبِ غِيَرِهِ ]
قال أبورزين –رضي الله عنه- [ أيضحك ربنا ؟ ]
قال : [ نعمْ ] ، فقال : [ لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا ]

" فجعل الأعرابي العاقل بصحة فطرته ضحكه دليلاً على إحسانه وإنعامه؛ فدل على أن هذا الوصف مقرون بالإحسان المحمود، وأنه من صفات الكمال "

والمقصود أنه قبل بلوغ الخبر إليه لم يكن يعلم ذلك رضي الله عنه

الوجه الثاني: أن للشافعي كلاماً آخر يؤكد المذكور في الوجه السابق. 

١- وهو قوله في الرسالة :[ العلمُ علمانِ علمُ عامةٍ لا يسع ُبالغاً غيرَ مغلوبٍ عَلَى عقلهِ جهلهُ
مثلَ الصلواتِ الخمسِ .. وما كانَ في معنى]  

٢- وقال -رحمه الله- [ لو عذرَ الجاهلُ لأجلِ جهلهِ؛ لكانَ الجهلُ خيراً مِنَ العلمِ؛ إذْ كانَ يحط عن العبد أعباء التكليف، ويريح قلبه منضروب التعنيف فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ والتمكين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ]  

الوجه الثالث: أن الذي يحتج بكلام الشافعي الآنف الذكر من المحامين عن الجهمية وعباد القبور إنما ينزلونه –لو سلم بفهمهم- في غير موضعه 
لأنه قد قال فيه –رحمه الله- : [ قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل ]

واليوم " قد كثرت الرحل إلى الآفاق وتداخل الناس وانتدب أقوام لجمع حديث النبي –صلى الله عليه-وضمه وتقييده ووصل من البلاد البعيدة وإلى من لم يكن عنده وعرف (الحديث) الصحيح من السقيم
وزيف الاجتهاد المؤدي إلى خلاف كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى ترك عمله وسقط العذر (أيما سقوط)
ولم يبق إلا العناد والتقليد "

وهؤلاء الجهمية والقبورية الذين يدافع عنهم المرجئة قد بلغهم القرآن وهم يحسنون العربية وقد قرأوا من كتب السنن والاعتقاد الشيء الكثير مما لم يصل إلينا أصلاً

وليس من شرط قيام الحجة الفهم كفهم أهل الإيمان كما تقدم الكلام على ذلك في بحوث كثيرة

الخلاصة:

-ليس في كلمة الشافعي العذر المطلق بالجهل بل هي تأصيل أكادمي منه رحمه الله تعالى.

- أن الشافعي إمام  كما قال قتيبة بن سعيد و هو [ من سادة الفقهاء ] كما قال الحميدي.
وحاشاه أن نظن به ظن السوء المبني على الفهوم السقيمة والتخرصات المردودة .

فلا حجة لهم في كلمة الشافعي –رحمه الله- البتة

والله أعلم

مستفاد من بعض البحوث


 
لتعديل على القالب اضغط على الصورة وقم بتواصل معانا واى استفسار ضع تعليق فى تدوينة اتصل بنا