آخر الأخبار
| ]

بسم الله الرحمن الرحيم

 من سلسلة الرد على شبه العاذرين للمشركين [13] 


احتج العاذرون بقولهم أن العذر بالجهل في أصول الدين قد قال به غير واحد ممن نسب إلى الإمامة
فكيف تزعم فيه الإجماع   
ثم كيف يُشنَّع في مسألة قد اختلف فيها قول العلماء 
فقد قال بالعذر بالجهل في الأصول الإمام الشافعي ومحمد بن عبدالوهاب 
 وغيرهم 
فكيف يُشنع علينا ونحن نأخذ بقول هؤلاء المذكورين وغيرهم 



 فيُقال جواباً عن هذا الشبهة الهاوية كأصحابها

-مع كونه لا يصح حتى أن تُسمى شبهةً 
-لأن من نُسب إليهم هذا القول إن كان كما يظن السامع فهو باطل بدلالة الكتاب والسنة والآثار وإجماع الصحابة

-وقد قال الشافعي –رحمه الله- : [ ما خالفَ كتاباً أو سنةً أو إجماعاً أو أثراً عَنْ بعضِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلمَ فهوَ بدعةٌ ضلالةٌ ]
إسناده صحيح ا. هـ

-فمجرد مخالفة أثر الصحابي بدعة عند الشافعي 
فكيف بمخالفة إجماع الصحابة بل والكتاب والسنة قبل ذلك 

 فهذا الإيراد لو سُلِّم لقائله فهو لا يصحح باطلاً ولا يُبطل حقاً فليُنتبه

-فإنه لو سُلِّمَ أن هذا هو قول الشافعي فأقول قد خالفه عمر رضي الله عنه
فهل يُترك قول عمر –رضي الله عنه- لمخالفة الشافعي  

-وقد قال مالك لما قيل له يا أبا عبد الله إن عندنا قوما وضعوا كتباً يقول أحدهم: ثنا فلان عن فلان عن عمر بن الخطاب بكذا وكذا
وفلان عن إبراهيم بكذا ويأخذ بقول إبراهيم. 
قال مالك: [ وصحّ عندهمْ قولُ عمر ؟ ]
قلت: إنما هي رواية كما صح عندهم قول إبراهيم
فقال مالك: [ هؤلاء يستتابونَ واللهُ أعلم ] .

-ولما احتج أحمد بقول ابن عمر قال له رجل : ولكن عطاء قال كذا 
فقال له أحمد : [ أقولُ لكَ قالَ ابنُ عمر تقولُ قالَ عطاءٌ ؟!! مَنْ عطاءٌ ومَنْ أبوهُ ] .    

-لكن لما كان كثير من الناس يُعلِّقون دينهم ببعض المشاهير كان مثل هذا الإيراد من أعظم ما قد يواجهون 

لظنهم أو قولهم بلسان الحال أو المقال أن هذا المُعظّم يستحيل عليه أن يقع في مخالفة واضحة للكتاب والسنة والإجماع 

وابتداءً أحب أن أذكر من أقوال بعض هؤلاء ما يبين منهجهم وطريقتهم في إثبات الاعتقاد وأن هؤلاء الذين ينسبون هذه الأقوال لهم لو ثبتت عنهم فلا يحل لهم متابعتهم فيها 

وإلّا كانوا لهم مخالفين وعن دربهم مناوئين بنص كلامهم المبين.

يقول الشافعي : أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد . ا.هــ

 وقال –رحمه الله- : ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلّت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي . ا.هــ 

 ويقول ابن تيمية مبيناً من أين يؤخذ الاعتقاد –كما في المجموع- :
أَمَّا الِاعْتِقَادُ: فَلَا يُؤْخَذُ عَنِّي وَلَا عَمَّنْ هُوَأَكْبَرُ مِنِّي؛ بَلْ يُؤْخَذُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاأَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ؛ فَمَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ وَجَبَ اعْتِقَادُهُ وَكَذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ مِثْلِ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ . ا.هــ 

 ويقول محمد بن عبدالوهاب في مسائل الجاهلية عن المشركين :
دينهم مبني على أصول أعظمها التقليد فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار أولهم وآخرهم كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَامِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} 

وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} فأتاهم بقوله: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَابِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ}  الآية
وقوله: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلاتَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} . ا.هــ

 وليس المراد هنا استقصاء كل ما ورد عن المذكورين إنما المراد ذكر بعض الأمثلة في نهجهم في تلقي العلم ليتبين أن من أخذ بقولهم المخالف للدليل مع ظهوره له فهو مخالف لهم في أصلهم العام
ولا ينفعه هنا ما قد يلقيه عليه الشيطان من وساوس في أن الحق لو في هذا القول لقالوا به ولما اختاروا ما يخالفه فكيف يعرض عن الحق جماهير المشاهير 

فهذه شبهة فرعونية داحضة 

فقد قال فرعون {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى}
  
 ولا قيمة لهذا عند أهل العلم والدين
وما أجمل ما قاله " بعض أئمة الحديث، لما ذكر له السواد الأعظم، فقال : 
[ أتدري ما السوادُ الأعظمُ ؟ هوَ محمدُ بنُ أسلمَ الطوسيّ وأصحابهُ ] .

- فمسخ (المقلدون) الذين جعلوا السواد الأعظم والحجة والجماعة هم الجمهور، وجعلوهم عياراً على السنة، وجعلوا السنة بدعة والمعروف منكراً لقلة أهله، وتفردهم في الأعصار، والأمصار، وقالوا: من شذ؛ شذ في النار .

 وما عرف المقلدون أن الشاذ ما خالف الحق وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحداً منهم، فهم الشاذون، وقد شذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفراً يسيراً فكانوا هم الجماعة
 وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذون
وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة

 ولما لم يتحمل هذا عقول الناس قالوا للخليفة: يا أمير المؤمنين أتكون أنت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل وأحمد وحده هو على الحق
 فلم يتسع علمه لذلك فأخذه بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل
فلا إله إلاالله ما أشبه الليلة بالبارحة

 وهي السبيل المهيع لأهل السنة والجماعة حتى يلقوا ربهم، مضى عليها سلفهم، وينتظرها خلفهم؛ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "

الخلاصة:
- أنه حتى وإن ثبت القول عن هؤلاء لم يكن هذا ناقضاً لما جاء وتواتر في كتاب الله وسنة نبيه وإجماع السلف 

- قد صدق الشعبي رحمه الله لما قال: ما حدثوك عن أصحاب رسول الله فخذ به وما حدثوك عن رأيهم فبُل عليه

- وليُعلم أن الكثرة ما ذُكرت في القرآن إلّا بالذم وأهل الحق دائماً هم الفئة الحق والحق واحد لا اثنان وأنت الجماعة ولو كنت وحدك إن كنت على الحق.

-والحق أبلج والباطل لجلج وإن على الحق نوراً.

فلا حجة لهؤلاء بهذه الشبهة التي ألقاها الشيطان على قلوبهم 

والله أعلم

مستفاد من بعض البحوث


 
لتعديل على القالب اضغط على الصورة وقم بتواصل معانا واى استفسار ضع تعليق فى تدوينة اتصل بنا