ثم أما بعد...
عباد بن العوام (ت 183هـ)
قال: "كلمت بشراً المريسي وأصحابه، فرأيت آخر كلامهم ينتهي
إلى أن يقولوا: ليس في السماء شيء. أرى أن لا يناكحوا، ولا يوارثوا".
عبدالرحمن بن مهدي (ت 198هـ)
قال: "إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن الله كلم موسي، وأن
يكون علي العرش، أري أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم".
الشافعي (ت 204هـ)
قال: "لله أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيّه صلى
الله عليه وسلم أُمّته، لا يَسَع أحدًا قامت عليه الحجة رَدّها، لأن القرآن نزل بها،
وصَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه؛
فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يُدرَكُ بالعقل، ولا
بالروية والفِكر، ولا نُكَفِّر بالجهل بها أحدًا إِلا بعد انتهاء الخبر إِليه بها".
وهب بن جرير (ت 206هـ)
قال: "إياكم ورأي جهم، فإنهم يحاولون أنه ليس شيء في السماء،
وما هو إلا من وحي إبليس، ما هو إلا الكفر".
خشيش بن أصرم (ت 253هـ)
قال: "من كفر بآية من كتاب الله فقد كفر به أجمع، ومن أنكر
العرش فقد كفر به أجمع، ومن أنكر العرش فقد كفر بالله، وجاءت الآثار بأن لله عرشاً،
وأنه على عرشه. وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض، وقد دل في كتابه أنه في
السماء دون الأرض".
المزني (ت 264هـ)
قال: "لا يصح لأحد توحيد حتي يعلم أن الله علي العرش بصفاته".
الدارمي (ت280هـ)
قال في تعليقه علي حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه:
ففيه دليل علي أن من لم يعلم أن الله عز وجل في السماء، فليس بمؤمن، ألا تري أن رسول
الله r حكم بإيمان الجارية لما أقرت
أن الله في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية".
محمد بن مصعب العابد (ت 288هـ)
قال: "من زعم أنك لا تتكلم ولا تري في الآخرة، فهو كافر
بوجهك، أشهد أنك فوق العرش، فوق سبع سماوات، ليس كما تقول أعداء الله الزنادقة".
نعيم بن حماد الخزاعي (ت 288هـ)
قال: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه
فقد كفر، وليس ما وصف به نفسه ولا رسوله تشبيهاً".
ابن خزيمة (ت 311هـ)
قال: "من لم يقر بأن الله تعالي علي عرشه قد استوي فوق
سماواته، فهو كافر بربه، يستتاب، فإن تاب وإلا
ضربت عنقه، وألقي علي بعض المزابل حيث لا يتأذي المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته،
وكان ماله فئياً لا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال r".
أبو العباس السراج (ت 313هـ)
قال: "من لم يقر ويؤمن بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل
كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من يسألني فأعطيه، فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب
وإلا ضربت عنقه ولا يصلي عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين".
المبحث الرابع:
بيان كفر من لم يكفر منكر علو الرحمن بذاته فوق سماواته (نقلاً
ًمن مقالة لشيخنا حفظه الله بعنوان: ]كفر العاذر[ بتصرف يسير)
قال الليث بن سعد: "من قال القرآن مخلوق. فهو كافر، ومن
لم يقل: هو كافر؛ فهو كافر".
وقال يحيى بن خلف المقرئ: "أتيت الكوفة فلقيت أبا بكر بن
عياش؛ فسألته: ما تقول في من قال: القرآن مخلوق؟ فقال: كافر، وكل من لم يقل: إنه كافر؛
فهو كافر. ثم قال: أيُشك في اليهودي والنصراني؛ أنهما كافران؟ فمن شك في هؤلاء أنهم
كفار؛ فهو كافر، والذي يقول: القرآن مخلوق. مثلهما".
وقال يزيد بن هارون: "من قال: القرآن مخلوق. فهو كافر،
ومن لم يكفره؛ فهو كافر، ومن شك في كفره؛ فهو كافر".
وقال سفيان بن عيينة: "القرآن كلام الله عز وجل؛ من قال:
مخلوق. فهو كافر، ومن شك في كفره؛ فهو كافر".
وقال أحمد بن حنبل: "من قال: القرآن مخلوق. فهو كافر، ومن
شك في كفره؛ فهو كافر".
وقال زهير بن حرب: "من زعم أن القرآن كلام الله مخلوق؛
فهو كافر، ومن شك في كفره؛ فهو كافر".
وقال داود بن الحسين البيهقي: "سألت سلمة بن شبيب؛ عن عِلْم
الحلواني؛ فقال: يرمى في الحش. قال سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر؛ فهو كافر".
والحلواني الحسن بن علي، كان لا يكفر من وقف في القرآن.
وقال ابن بطة: "ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، مما
أجمع على شرحنا له أهل الإسلام، وسائر الأمة، منذ بعث الله نبيه صلى اللَّه عليه وسلم،
إلى وقتنا هذا.. من قال: مخلوق، أو قال: كلام الله، ووقف، أو شك، أو قال بلسانه، وأضمره
في نفسه، فهو كافر بالله حلال الدم، بريء من الله، والله منه بريء، ومن شك في كفره،
ووقف عن تكفيره، فهو كافر".
وقال حرب: "هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة
المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا،
وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم، عليها؛ فمن خالف شيئاً
من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مبتدع خارج عن الجماعة، زائل عن منهج
السنة، وسبيل الحق.. فكان من قولهم.. والقرآن كلام الله؛ تكلم به؛ ليس بمخلوق؛ فمن
زعم أن القرآن مخلوق؛ فهو جهمي كافر. ومن زعم أن القرآن كلام الله، ووقف، ولم يقل:
ليس بمخلوق. فهو أكفر من الأول، وأخبث قولاً. ومن زعم أن ألفاظنا بالقرآن، وتلاوتنا
له؛ مخلوقة، والقرآن كلام الله؛ فهو جهمي خبيث مبتدع. ومن لم يكفر هؤلاء القوم، والجهمية
كلهم؛ فهو مثلهم".
منقول