آخر الأخبار
| ]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
ثم أما بعد...

قال ابن الجوزي عمن يستدل بأحاديث النزول على إثبات العلو قال :  هذا كلام جاهل بمعرفة الله عز وجل لأن هذا استسلف من حسه ما يعرفه من نزول الجسام . فقاس صفة الحق عليه. !!!!

ولابن الجوزي أقوال عديدة تدل على تجهمه بل وتجلده في ذلك كقوله : عجبت من أقوام يدعون العلم ، و يميلون إلى التشبيه بحملهم الأحاديث على ظواهرها .. !!!

"وهذه لغة الجهمية المحضة يسمون كل من أثبت الصفات مشبها "   

وقال أخزاه الله : ومن قال : استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات ، وينبغي ألا يعمل ما يثبت به الأصل ، وهو العقل

وقال لا رحمه الله : ومجيء وإتيان على معنى بر ولطف

وقال أيضاً : الواجب علينا أن نعتقد أنّ ذات الله لا تتبعض ولا يحويها مكان

ومنها قوله عن حديث النزول : " يستحيل على الله الحركة والنقلة والتغير ، فبقي الناس رجلين ؛ أحدهما : المتأول له بمعنى أنه يقرب رحمته … الثاني : الساكت عن الكلام في ذلك مع اعتقاد التنـزيه "

ومنها قوله فض الله فاه : ثم لم يذكر الرسول الأحاديث جملة (أي: أحاديث الصفات)، وإنما كان يذكر الكلمة في الأحيان؛ فقد غلط من ألفها أبوابا على ترتيب صورة غلطا قبيحا

وقوله : قال الله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ}  قال المفسرون: معناه: يبقى ربك، وكذا قال في قوله {يُريدُونَ وجَهْهُ}، أي: يريدونه

وقوله : وقال الحسن في قوله تعالى{يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، أي: منته وإحسانه، قلت: وهذا كلام المحققين

وقوله لعنه الله: وقد ذهب القاضي أبو يعلى إلى أن الساق صفة ذاتية، وقال مثله في «يضع قدمه في النار»... قلت: وذكرُ الساق مع القدم تشبيه محض..

وقد كتب إليه إسحاق العثلي الحنبلي –رحمه الله- رسالةً يناصحه فيها فكان مما قال له : فكيف تصفون اللَّه سبحانه بشيء مَا وقفتم عَلَى صحته، بَل بالظنون والواقعات، وتنفون الصفات الَّتِي رضيها لنفسه، وأخبر بها رسوله بنقل الثقات الأثبات، يحتمل، ويحتمل... لَقَدْ آذيت عباد اللَّه وأضللتهم، وصار شغلك نقل الأقوال فحسب ... ولقد سودت وجوهنا بمقالتك الفاسدة، وانفرادك بنفسك، كأنك جبار من الجبابرة، ولا كرامة لَك ولا نعمى، ولا نمكنك من الجهر بمخالفة السنة .ا.هــ المراد

لذا عده ابن تيمية ضمن المعطلة النفاة كما قال  في الدرء : فإن قيل قلت إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول واقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك 
قيل هؤلاء أنواع نوع ليس لهم خبرة بالعقليات بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية وليس لهم قوة على الاستقلال بها بل هم في الحقيقة مقلدون فيها
وقد اعتقد أقوال أولئك فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك
بل إما أن يظنوه موافقا لهم
وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه 
وهذه حال مثل أبي حاتم البستي وأبي سعد السمان المعتزلي ومثل أبي ذر الهروي وأبي بكر البيهقي والقاضي عياض وأبي الفرج ابن الجوزي وأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي وأمثالهم.

علماً بأنه –أي ابن الجوزي- له مواطن أخرى يقول فيها بالتفويض في آيات الصفات فهو مضطرب كما قال ابن تيمية وابن رجب وعلى هذا فهو دائر بين أمرين أحلاهما مر !
إما التفويض والذي هو من شر قول أهل البدع والإلحاد
أو التعطيل الذي هو مذهب النفاة المتجهمة ، علماً بأن المفوض في الحقيقة ليس خارجاً من مذهب مخانيث الجهمية (=الأشاعرة) إذ المذهب عندهم كما قال كبيرهم في التعطيل :
وكل نص أوهم التشبيه .... أوله أو فوض ورم تنزيه

والرجل –أعني ابن الجوزي- قبوري هالك فمن أقواله  :  كثر ضجيجي من مرضي ، و عجزت عن طب نفسي ، فلجأت إلى قبور الصالحين ، و توسلت في صلاحي ..... !!!!


ولأجل هذا وغيره " اشتد نكير العلماء عليه ونقموا أقواله " كما قال ابن رجب.

منقول  

 
لتعديل على القالب اضغط على الصورة وقم بتواصل معانا واى استفسار ضع تعليق فى تدوينة اتصل بنا