بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الحمد لله معز أوليائه الموحدين
ومذل أعدائه من المعطلين والمشركين
وصلى الله على نبينا محمدٍ المبعوث بالسيف على المعتدين والملحدين
حتى يعبد الله وحده ، إله الأولين والآخرين
أما بعد
فإنّ أهل العلم ما زالوا يبينون للناس دينهم
الذي خلقهم الله سبحانه لأجله ، وأنزل الكتب وأرسل الرسل
لتحقيقه
وهو إفراده –عزّ وجلّ- بالعبودية والإقرار له بالوحدانية
ولما كان هذا البيان لا يتم حتى تستبين الأمة سبيل
المجرمين من المخالفين للمرسلين
حذر أهل العلم قديماً وحديثاً من كل محرف غال في الدين أو
جاهل من المتأولين
أومنتسب إلى السنّة مبطل من الكاذبين
كما جاء وصفهم في الحديث المروي عن رسول الله –صلى الله
عليه وسلم- :
[ يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ
يَنْفُونَ عَنْهُ تَحِريفَ الْغَالِينَ
وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ ]
وقد كان –ولازال- من أعظم هذه الطوائف كفراً وضلالاً الأشاعرة
المارقون
لذا صاح أهل العلم قاطبةً بكفر هذه الطائفة الزائغة عن
الطريق المرضية
وبينوا للناس ما قام عليه مذهبهم من التعطيل للباري جلّ
في منزلته العلية
ومن الطعن في الرسول–صلى الله عليه وسلم- ومحادة أوامره
الزكية
ومن جَحْدِ الرسالات السماوية ، وغير ذلك مما في أقوالهم
الغوية
وهكذا سار الخلف المتبعون على طريقة أئمة الدين السوية
حتى نبغت نابغة بصوت مبحوح وقول مطروح
تزعم أنها للعدل مقيمة وللإنصاف غير مضيعة
جعلت القول المأثور عن الأئمة العدول في هؤلاء الفجرة العجول
قولاً غير مقبول !
وقالوا هذا القول قولٌ مهجور ! ، وعند أئمة الدين غير مبرور
!
حتى آل الأمر بـبعض سفهائهم إلى أن رمى من يقول بتكفير
هؤلاء الجهمية بأنه :
( وافق الخوارج أو سلك مسلكهم ) !
وكيف
لا يكون حالهم كذلك وهم يسمعون شيوخهم بالباطل يصرحون
وفي
التهوين من الخلاف بين الفريقين ينصون !
فها
هو إمامهم في الدين يقول –كما في أحد
قوليه- : (الأشاعرة من أهل السنة في غالب الأمور،
ولكنهم ليسوا منهم في تأويل الصفات، وليسوا بكفار بل فيهم الأئمة والعلماء والأخيار ) !
وهذا
فقيه عصرهم يقول : ( الأشاعرة من أهل السنة والجماعة فيما وافقوا فيه أهل السنة
... فلا ينبغي أن نقول هم من أهل السنة بإطلاق ولا ننفي كونهم من أهل السنة بإطلاق
..
إخراجهم من أهل السنة مطلقاً ليس من
العدل ) !
وهذا
مُحَدِّثُ زمانهم يقول عن الأشعرية أيضاً : ( الجواب العدل هم من أهل السنة والجماعة في كثير وليسوا من
أهل السنة والجماعة في قليل )
وهذا
أحد كبار علمائهم يؤيد قول القائل :
(الأشاعرة
.. من أهل السنة والجماعة، وليسوا من الفرق الضالة
.. إلا من غلا منهم في التعطيل)
وها
هو خطيبهم الشهير وواعظهم الخطير يقول –وبلا حياء- :
(
كثير من أهل العلم لا يخرجون الأشاعرة من أهل السنة ، فهم من أهل السنة ، مع خلاف
بين الأشاعرة ومن يعتقد معتقد السلف في مبحث الأسماء والصفات )[1]
فبياناً
لمخالفة هؤلاء المبدلين لطريقة الأئمة المهتدين ، رأيت أن أجمع بعض أقوال أهل
العلم من السابقين واللاحقين في الرد على هذه الطائفة المارقة ، وفي ذلك أيضاً بيانٌ
لما هي عليه من كفر وضلال ، وشرطي في هذا أن لا أذكر الإ أقوال أهل العلم من أهل الحديث
ولولا
هذا الشرط المذكور لبلغ هذا البحث مئات الصفحات
إلا
أني تسامحت في هذا الشرط في مواضع يسيرة لا تبلغ أصابع اليد الوحدة لغرض مقصود
وذلك
حتى يظهر للقارئ وبجلاء : أن القول بتكفير الأشعرية قول مشهور
وعند
العلماء غير مغمور
بل
هو الحق المسطور ، ومن خالفه فهو -بلا مرية- القائل بالزور !
وليس
مرادي هنا جمع كلام كل من تكلم فيهم من أهل العلم
أو
ذكر كل أقوال من سوف أسمي في الرد على هذه الطائفة الملحدة
إنما
المقصود ذكر بعض أقوال أهل العلم المبينة لمروق القوم وضلالهم
وبذلك
يتضح لكل منصف أن من سبق حكاية أقوالهم –من العصريين-
كانوا :
لإجماع
أهل العلم مخالفين ، وللباطل مناصرين ، ولمحجة الهدى –في
ذلك- منابذين
فلا
عجب أن نراهم يمدحون كل من هب ودب ممن حاز شيئاً من العلم والعبادة
ولو
كان في حقيقة أمره طاغوتاً مشركاً أو جهمياً ملحداً ! ، والله المستعان وعليه
التكلان .
وأول
من أبدء بذكره هو :
1- أحمد بن محمد
بن حنبل أبو عبد الله الشَّيْبانيُّ [المتوفى: 241 هـ]
قاهر الجهمية ومبين ضلالهم ،
الفقيه المحدث المفسر الورع الزاهد ، إمام أهل السنّة والجماعة
ولا غرابة أن يكون إمامنا ممن هتك
أستار تموبهات الأشاعرة فإنه كان إمام المحنة في وجوه أسلافهم !
وأبو الحسن الأشعري وإن كان لم
يظهر مذهبه الا متأخراً عن أبي عبد الله
لكنه لم يسلك إلا طريقة ابن كلاب في
توبته المزعومة
وعليه فكل كلام في ابن كلاب
وطريقته هو في الحقيقة كلام في الأشعري وطريقته من باب أولى لأن طريقة الأشاعرة -وخصوصاً المتأخرين منهم- أعظم قبحاً وأبعد غوراً في
الضلالة من الكلابية
وقد نص أحمد على التحذير من ابن
كلاب ومن سلك مسلكه كالحارث المحاسبي
كما نص –رحمه الله تعالى- على
تكفير القائلين بالحكاية وهو قول مضارع للقول بالعبارة الذي تقوله الأشعرية ، ولا
فرق بينهما البتة من جهة الحكم على قائله
قال الحاكم : سمعت الصبغي يقول : لما اغتنموا السعي في فساد
الحال انتصب أبو عمرو الحيري للتوسط وقرر لأبي بكر اعترافاً له بالقدم وبين له غرض
المخالفين إلى أن وافقه على أن يجتمع عنده فدخلت أنا وابن أبي عثمان وأبو علي الثقفي
فقال له أبو علي : ما الذي أنكرت من
مذاهبنا أيها الأستاذ؟ حتى نرجع عنه
قال ابن خزيمة : [ ميلكم إلى الكلابية،
فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد وعلى
أصحابه كالحارث وغيره ]
وقال المروذيّ : إن أبا عبد الله ذكر
حارثًا المحاسبي وقال :
[ حارث أصل البلية -يعني حوادث كلام جهم- ما الآفة
إلا حارث ] .
وقال أبو القاسم النصرباذي : [ بلغني
أن الحارث المحاسبي تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى في دار ببغداد
ومات فيها، ولم يصل عليه إلا أربعة نفر ]
وقال
ابن حامد في كتابه "تهذيب الأجوبة"
ص 18 :
وقد
بين إمامنا –أي أحمد حنبل-رحمة الله عليه
في القرآن أنه لا يشك ولا يوقف فيه وأن القائلين بالحكاية والمحكي واللفظ والملفوظ
والتلاوة والمتلو زنادقة . ا.هــ
وكذلك قد نص أحمد على كفر القائلين
بأن ألفاظهم بالقرآن مخلوقة
وهذا هو بعينه قول الأشاعرة
والكلابية
ولأجل هذا لما بوّب ابن بطة باباً
في الرد عليهم قال :
(باب ذكر اللفظية والتحذير من رأيهم)
ثم بين كفرالقائلين بالحكاية !
وسوف يأتي –بإذن لله تعالى- نقل
كلامه بتمامه
وقد صرح غير واحد من علماء
الأشعرية على أنهم يعتقدون بأن الألفاظ بالقرآن مخلوقة !
وإنما ينفى الخلق عن الكلام النفسي
القائم في الذات عندهم
يقول القاضي عبد الرحمن الأيجي [الهالك في : 756 هـ ] في "المواقف في علم
الكلام" :
اعلم أن ما يقوله المعتزلة وهو خلق
الأصوات والحروف وكونها حادثة –قلت : أي مخلوقة- قائمة فنحن نقول به ولا نزاع
بيننا وبينهم في ذلك وما نقوله من كلام النفس فإنهم ينكرونه .. ا.هــ
وقال إبراهيم البيجوري [الهالك في : 1895 هـ ] في "تحفة المريد" :
كون اللفظ الذي نقرؤه حادثاً ، لا
يجوز أن يقال القرآن حادث الا في مقام التعليم لأنه يطلق على الصفة القائمة
بذاته أيضاً .. ا.هــ
بل الأشاعرة والكلابية أخس حالاً من
اللفظية بمراحل
فإن الكرابيسي والشراك وأمثالهم من
اللفظية الذين كفرهم الأئمة لم يُذْكَرُوا بنفي علو الباري !
أو بـتكفير مثبتة الصفات !
أو بقولٍ مضارعٍ لقولِ جهم في الإيمان
!
خلافاً للأشاعرة المتأخرين
لذا فكل عالم نص على كفر اللفظية
فهو مكفر للأشاعرة ولا بد
وهذه بعض أقوال أحمد في تكفير
اللفظية
بل وفي تكفير من لم يكفرهم ، فكيف
بمن يجعلهم من أهل السنة !
أو من يجعل علمائهم أئمة في الدين
!! بل ويمتحن الخلق بالطعن فيهم !!!
قال جعفر بن أحمد ،: سمعت أحمد بن حنبل
، يقول : [ اللفظية ، والواقفة زنادقة عتق ]
وقال أحمد بن إبراهيم ،: سألت أحمد
بن حنبل قلت : هؤلاء الذين يقولون : ألفاظنا بالقرآن مخلوق ، قال : [ هم شر من قول
الجهمية ، ومن زعم هذا فقد زعم أن جبريل جاء بمخلوق ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم
تكلم بمخلوق ]
وقال –كما في رسالة الاصطخري- : [ من
زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام اللَّه فهو جهمي ومن
لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم ]
وقال –كما في رسالته إلى مسدد- : [
ما فِي اللوح المحفوظ وما فِي المصاحف وتلاوة الناس وكيفما قرئ وكيفما يوصف فهو كلام
اللَّه غير مخلوق فمن قَالَ: مخلوق فهو كافر بالله العظيم ومن
لم يكفره فهو كافر ]
وبهذا يتبين غلط ابن تيمية لما قال
–كما في مجموعه- :
الْأَئِمَّةَ كَانُوا يَقُولُونَ: افْتَرَقَتْ
الْجَهْمِيَّة عَلَى " ثَلَاثِ فِرَقٍ ": فِرْقَةٌ يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ
مَخْلُوقٌ.
وَفِرْقَةٌ تَقِفُ وَلَا تَقُولُ مَخْلُوقٌ
وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ.
وَفِرْقَةٌ تَقُولُ: أَلْفَاظُنَا بِالْقُرْآنِ
مَخْلُوقَةٌ.
وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّهُمْ إنَّمَا
أَرَادُوا بِذَلِكَ افْتِرَاقَهُمْ فِي " مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ " خَاصَّةً
وَإِلَّا فَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يُثْبِتُ الصِّفَاتِ وَالرُّؤْيَةَ وَالِاسْتِوَاءَ
عَلَى الْعَرْشِ وَجَعَلُوهُ مِنْ الْجَهْمِيَّة فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ: أَيْ أَنَّهُ
وَافَقَ الْجَهْمِيَّة فِيهَا؛ لِيَتَبَيَّنَ ضَعْفُ قَوْلِهِ لَا
أَنَّهُ مِثْلُ الْجَهْمِيَّة وَلَا أَنَّ حُكْمَهُ حُكْمُهُمْ؛ فَإِنَّ هَذَا لَا يَقُولُهُ مَنْ
يَعْرِفُ مَا يَقُولُ. وَلِهَذَا عَامَّةُ كَلَامِ
أَحْمَد إنَّمَا هُوَ يُجَهِّمُ اللَّفْظِيَّةَ لَا يَكَادُ يُطْلِقُ الْقَوْلَ بِتَكْفِيرِهِمْ كَمَا يُطْلِقُهُ بِتَكْفِيرِ المخلوقية
.ا.هــ
2- يزيد بن هارون بن زاذي أبو خالد
السلمي . [الوفاة: 206 هـ]
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ
حقاً .
قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ–رحمه
الله تعالى- عنه : [ مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مَنْ يَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ ]
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ –رحمه
الله تعالى- : [ كَانَ يَزِيْدُ حَافِظاً، مُتْقِناً ] .
وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ –رحمه
الله تعالى- : [ يَزِيْدُ: ثِقَةٌ، إِمَامٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ ]
كان –رحمه الله تعالى- مكفراً لمن
لا يثبت حقيقة الاستواء
قال عبد الله في السنة : حدثني عباس
نا شاذ قال سمعت يزيد بن هارون وقيل له من الجهمية ؟ قال :[ من زعم أن الرحمن على العرش
استوى على خلاف ما تقرر في قلوب العامة فهو جهمي ]
والأشعرية المتأخرون –بل وجماعة من متقدميهم أيضاً-
لا يثبتون الاستواء الحقيقي
قال البيهقي في الأسماء والصفات : ذَهَبَ
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيُّ إِلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى
جَلَّ ثَنَاؤُهُ فَعَلَ فِي الْعَرْشِ فِعْلًا
سَمَّاهُ اسْتِوَاءً، كَمَا فَعَلَ فِي غَيْرِهِ فِعْلًا سَمَّاهُ رِزْقًا أَوْ نِعْمَةً أَوْ غَيْرَهُمَا
مِنْ أَفْعَالِهِ. ثُمَّ لَمْ يُكَيِّفِ الِاسْتِوَاءَ إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَهُ مِنْ
صِفَاتِ الْفِعْلِ لِقَوْلِهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وَثُمَّ لِلتَّرَاخِي،
وَالتَّرَاخِي إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ، وَأَفْعَالُ اللَّهِ تَعَالَى تُوجَدُ
بِلَا مُبَاشَرَةٍ مِنْهُ إِيَّاهَا وَلَا حَرَكَةٍ..ا.هـ المراد من كلامه
وقد ذكر بعد هذا الكلام تخليطاً
لأصحابه أبي الحسن وابن فورك وغيرهما لا حاجة لنقله وإنما المراد هنا بيان أن هذا هو
قول طائفة منهم
وعلى هذا فالاستواء فعل يفعله الله
في العرش من غير فعل يقوم بالرب
لأن ذلك عندهم يستلزم حلول الحوادث
في الرب وما حلت فيه الحوادث فهو حادث بزعمهم !
والحصيلة أنه لا إثبات لاستواء
حقيقي يفعله الرب تبارك وتعالى !!
ويقول النووي في المجموع : اخْتَلَفُوا
فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَخْبَارِهَا هَلْ يُخَاضُ فِيهَا بِالتَّأْوِيلِ أَمْ لَا؟
فَقَالَ قَائِلُونَ تُتَأَوَّلُ عَلَى
مَا يَلِيقُ بِهَا وَهَذَا أَشْهَرُ الْمَذْهَبَيْنِ لِلْمُتَكَلِّمِينَ:
وَقَالَ آخَرُونَ لَا تُتَأَوَّلُ بَلْ
يُمْسِكُ عَنْ الْكَلَامِ فِي مَعْنَاهَا وَيُوكَلُ عِلْمُهَا إلَى اللَّهِ تَعَالَى
وَيَعْتَقِدُ مَعَ ذَلِكَ تَنْزِيهَ اللَّهِ تَعَالَى
وَانْتِفَاءَ صِفَاتِ الْحَادِثِ عَنْهُ
: فَيُقَالُ مَثَلًا نُؤْمِنُ بِأَنَّ الرَّحْمَنَ عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوَى وَلَا نَعْلَمُ حَقِيقَةَ مَعْنَى ذَلِكَ وَالْمُرَادَ بِهِ مَعَ أَنَّا نَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ
تَعَالَى (لَيْسَ كمثله شئ) وَأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ الْحُلُولِ
وَسِمَاتِ الْحُدُوثِ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ السَّلَفِ أَوْ جَمَاهِيرِهِمْ .. ا. هـ
فلا مسلك عند النوويّ في نصوص
الصفات –ومنها نصوص الاستواء- الا التفويض أو التحريف !
وكلاهما نفي لحقيقة النصوص
وكلاهما نفي لحقيقة النصوص
وقال ابن حجر السعقلاني الأشعريّ في
شرحه للبخاري : قوله {استوى على العرش} هو من المتشابه الذي يفوض علمه إلى الله تعالى
ووقع تفسيره في الأصل ..ا.هــ
فهؤلاء وأشباههم ومن سلك مسلكهم
جهمية كفار عند أئمة السنة كيزيد بن هارون رحمهم الله تعالى
وبهذا يتبين أن قول ابن تيمية (بَلَغَ
الْإِمَامَ أَبَا زَكَرِيَّا النواوي .. ) !
ليس من النصح للمسلمين في شيء
3- وهْب بْن جرير بْن حازم بْن زيد
، أبو العبّاس الأزدي الْبَصْرِيُّ. [الوفاة: 206 هـ]
من شيوخ : أحمد بن حنبل، وعلي ابن المَدِينيّ،
وابن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأبو خَيْثَمَة ، وعَمْرو الفلّاس، وبُنْدار
وخلق .
قال عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ، عَنِ
ابْنِ مَعِينٍ –رحمه الله تعالى- : [ ثِقَةً
] .
وأَمَرَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ بِالكِتَابَةِ
عَنْهُ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ فِي (مُسْنَدِهِ) .
كان –رحمه الله تعالى- مكفراً
لنفاة العلو ومبيناً أن ذلك هو منتهى قول الجهم !
علق البخاري في خلق أفعال العباد عن
وهب بن جرير قوله :
[ إياكم ورأي جهم، فإنهم يجادلون أنه
ليس في السماء شيء
وما هو إلا من وحي إبليس وما
هو إلا الكفر ]
والأشعرية نفاة لعلو الباري وهم يصرحون
بذلك ولا يستخفون
يقول ابن حجر العسقلاني في شرحه
على البخاري محرفاً لبعض أحاديثه :
فيه الرد على من زعم أنه على العرش
بذاته .. ا. هـ
وقال أيضاً : ولا يلزم من كون جهتي
العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى والمستحل
كون ذلك من جهة الحس .. ا. هـ
وقال النووي في شرح مسلم : قَوْلُهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ
قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ) هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أحَادِيثِ الصِّفَاتِ
وَفِيهَا مَذْهَبَانِ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمَا
مَرَّاتٍ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ
أَحَدُهُمَا: الْإِيمَانُ بِهِ مِنْ
غَيْرِ خَوْضٍ فِي مَعْنَاهُ مَعَ اعْتِقَادِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ وَتَنْزِيهِهِ عَنْ سِمَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَالثَّانِي تَأْوِيلُهُ بِمَا
يَلِيقُ بِهِ ..ا.هــ
هذا وقد اتفق السلف قاطبة على
تكفير نفاة العلو ، فالحذر الحذر من توقير من كفر الأئمة المتقدمون أسلافهم وأشباههم
بل ومن هم دونهم في الضلال ، والله المستعان .
4- إِسْحَاقُ بنُ إبراهيم ابن رَاهْوَيْه
أَبُو يَعْقُوْبَ [238 هـ]
الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ المَشْرِقِ،
قرين أحمد بن حنبل
قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ –رحمه
الله تعالى- :
[ إِذَا رَأَيْتَ الخُرَاسَانِيَّ يَتَكَلَّمُ
فِي إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، فَاتَّهِمْهُ فِي دِيْنِهِ ].
قَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ
اللهِ، وَسُئِلَ عَنْ إِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، فَقَالَ:
[ مِثْلُ إِسْحَاقَ يُسْأَلُ عَنْهُ؟!
إِسْحَاقُ عِنْدَنَا إِمَامٌ ] .
كان –رحمه الله تعالى- مضللاً
للقائلين بالحكاية آمراً بهجرانهم
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : أخبرنا
حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال :
سمعت إسحاق بن راهويه ، وسئل عن الرجل
يقول : القرآن ليس مخلوقا ولكن قراءتي أنا إياه مخلوقة لأني أحكيه ، وكلامنا مخلوق
، فقال إسحاق :
[ هذا بدعة ، لا يقار على هذا حتى يرجع
عن هذا ويدع قوله هذا ]
وقد نقل عنه حرب الكرماني أيضاً
تكفير القائلين باللفظ
علماً بأن إجماع أهل العلم منعقد
على تكفير من لم يكفر اللفظية
كما حكاه حرب وابن بطة وغيرهما من
أهل العلم
5- عبد الوهاب بن عبد الحكم أبو الحسن الوَرَّاق البَغْداديُّ.
[الوفاة: 251 هـ]
الإمام القدوة الصالح ، عدو
الجهمية ، والمقدم في النكير عليهم ، صاحب إمامنا أبي عبد الله
قال فيه أحمد بن حنبل : [ عبد الوهاب
الوراق رجل صَالِح مثله يوفق لإصابة الحق
ومن يقوى عَلَى ما يقوى عليه عبد الوهاب
؟ ]
كان –رحمه الله تعالى- شديداً على
الجهمية وعلى كل من انحرف عن السنة
وقد جهم أناساً لم يقربوا من شناعة
قول الأشاعرة بمفاوز ، كمن يؤول حديث الصورة فقط !
قال زكريا بْن الفرج سألت عبد الوهاب
غير مرة عَنْ أبي ثور فأَخْبَرَنِي أن أبا ثور جهمي وذلك أنه قطع بقول أبي يَعْقُوب
الشعراني
حكي أنه سأل أبا ثور عَنْ خلق آدم عَلَى
صورته فقال:
إنما هو عَلَى صورة آدم ليس هو عَلَى
صورة الرحمن. !
وقال زكريا وقلت: لعبد الوهاب مرة أخرى
وقد تكلم قوم فِي هذه المسألة خلق اللَّه آدم عَلَى صورته فقال:
[ من لم يقل إن اللَّه خلق آدم عَلَى
صورة الرحمن فهو جهمي ] .
هذا وقد قال النووي في شرحه لمسلم عن
حديث الصورة :
هذه الرواية ظاهرة في أن الضمير في
صورته عائد الى آدم وأن المراد أنه خلق في أول نشأته على صورته التى كان عليها في الأرض
وتوفى عليها وهى طوله ستون ذراعاً .. ا.هــ
وقال ابن حجر في شرحه للبخاري عن
الحديث :
الْأَكْثَر عَلَى أَنَّهُ يَعُودُ عَلَى
الْمَضْرُوبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ الْأَمْر بِإِكْرَامِ وَجْهه ، وَلَوْلَا أَنَّ
الْمُرَاد التَّعْلِيل بِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِهَذِهِ الْجُمْلَة اِرْتِبَاط بِمَا
قَبْلهَا .. ا.هــ
وقال السيوطي في شرحه لمسلم : أحسن
ما قيل في تأويله إن الإضافة للتشريف كناقة الله وبيت الله أي الصورة التي اختارها
لآدم ..ا.هــ
وقال الألبانيّ : الضمير لا يعود إلى الله وإنما على آدم .. ا.هــ
وقال ربيع المدخليّ في الذريعة : المراد
به .. هو أن الله خلق آدم عليه السلام، ومقدار طوله ستون ذراعاً، وعلى هذه الصورة .. ا.هــ
وعبد الوهاب الوراق أيضاً كان
مجهماً لمن يرد حديث مجاهد –رحمة الله عليه- في الإقعاد
قال الخلال قال : المروذيّ قال :
قال عبد الوهاب الوراق : [ مَنْ رَدَّ هَذَا الْحَدِيثَ فَهُوَ جَهْمِيُّ ]
هذا وقد قال الألباني راداً لأثر
مجاهد :
(.. اعتقاد أن الله يُجلس محمداً معه
على العرش باطلاً بداهة) !
وقال محمد أمان الجامي :
(دعوى بأن
الله يُجلِس نبيه -عليه الصلاة والسلام- معه
على العرش دعوى باطله ولو رووا في ذلك
أحاديث لما قُبِلت) !
وقال ربيع المدخلي : (الأقوال
الشاذة الهزيلة مثل: إجلاس النبي صلى الله
عليه وسلم على العرش)!
ونعوذ بالله من الخزي والخذيلة
وعبد الوهاب أيضاً كان مصرحاً بكفر
اللفظية
قال أبو جعفر محمد بن داود: سمعت عبد
الوهاب الوراق ، يقول :
[ الواقفة واللفظية والله جهمية ] حلف
عليها غير مرة
6- محمد بن يحيى بن عبد الله أبو عبد
الله الذهلي . [الوفاة: 258 هــ]
إمام كبير وحافظ جليل ، شديد التمسك
بالأثر ، وقوي الاتباع ، وواسع الاطلاع
كان شديد الوقيعة فيمن أحدث في
الدين ولو كان عنده من العلم والعبادة ما عنده
وكان أحمد بن حنبل –رحمه الله
تعالى- يجله ويحترمه
قال محمد بْن دَاوُد المصِّيصيّ: كنّا
عند أَحْمَد بْن حنبل، فذكرَ محمد بْن يحيى حديثًا فيه ضعف، فقال له أحمد: لَا تذكر
مثل هذا. فكأنه خَجِلَ
فقال لَهُ أَحْمَد : [ إنّما قلتُ هذا
إجلَالَا لك يا أَبَا عَبْد اللَّه ] .
وقال أَبُو حاتم الرّازيّ : [ محمد
بْن يحيى إمام أهل زمانه ].
وقال أبو بكر بن أبي داود: [حدثنا محمد
بْن يحيى النَّيسابوري، وكان أميرَ المؤمنين فِي الحديث] .
كان –رحمه الله تعالى- شديداً على
المحدثين
وقد بيّن–جزاه الله خيراً- أن
القول باللفظ كالقول المصرح بالخلق !
وأن من قال به فقد استوجب التضليل
واستحق الهجر وأنه شر من الجهمية !
قال محمد بن يحيى الذهليّ –رحمه
الله تعالى-:
[ من قال : إن القرآن يكون مخلوقا بالألفاظ
، فقد زعم أن القرآن مخلوق ] .
وقال أيضاً –رحمه الله تعالى- : [ هو
مبتدع ] . وأمر بمباينته ومجانبته .
وقال أيضاً –رحمه الله تعالى- : [ اللفظية
عندي شرٌ من الجهمية ] .
وقَالَ أَبَو حَامِدٍ بنَ الشَّرْقِيِّ
: حضَرْتُ مَجْلِسَ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ فَقَالَ:
[ أَلاَ مَنْ قَالَ : لَفْظِي بِالقُرْآنِ
مَخْلُوْقٌ فَلاَ يَحْضُرْ مَجْلِسَنَا ]
7- مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة
السُّلَمِيُّ النيسابوريُّ [المتوفى: 311 هـ]
حافظ كبير وإمام شهير
سُئل عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم
–رحمهما الله تعالى- عَنه فقال:
[ ويحكم، هُوَ يُسأل عنَّا ولا نسأل
عَنْهُ؛ هُوَ إمام يُقتَدَى بهِ ! ]
وقال الدَّارَقُطْنيّ : [ كَانَ ابن
خُزَيْمة إمامًا ثَبْتًا، معدوم النّظير ] .
كان –رحمه الله تعالى- مكفراً
لنفاة العلو لا يداري في إظهار ذلك
قال –رحمه الله تعالى- : [ من لم يقل
: إن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه، وجب أن يُستتاب، فإن تاب وإلا ضُربت
عنقه ثم أُلقي على مزبلة !
لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة، ولا
أهل الذمة ] ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح
والأشعرية نفاة للعلو كما سبق
حكاية بعض أقوال علمائهم
وتأمل قول ابن خزيمة (من لم يقل ..
يستتاب) وما يفيده من العموم والتعيين
فإن الاستتابة إنما تكون لمعين كما
قال عبد الله أبو بطين رحمه الله تعالى
وبهذا يتبين لك مخالفة ابن تيمية لقول
الأئمة حين قال في "المسائل الماردينية" :
تَكْفِيرُ الْجَهْمِيَّة مَشْهُورٌ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ.
لَكِنْ مَا كَانَ يَكْفُرُ أَعْيَانُهُمْ .ا.هــ
وابن خزيمة أيضاً كان مبايناً
لأئمة الأشاعرة ولشيوخهم وأعني بهم الكلابية
فإنه لما ظهر بين أصحابه من أعلن كلابيته
تبرء منه وأبان كفره وضلاله .
قال الحاكم في تاريخه : سمعت أبا سعد
عبد الرحمن ابن المقرئ : سَمِعْتُ ابن خُزَيْمة يَقُولُ :
[ القرآن كلام اللَّه ووحْيه وتنزيله
غير مخلوق، ومن قَالَ: إنّ شيئًا من تنزيله ووحيه مخلوق، أو يقول: إن أفعاله تعالى
مخلوقة، أو يقول: إنّ القرآن محدث فهو
جَهْميّ
ومن نظر في كُتُبي بْان لَهُ أنّ الكلابية
كذبة فيما يحكون عنّي، فقد عرف الخلْق أَنَّهُ لم يصنف أحدٌ في التوحيد والقدر وأصول
العلم مثل تصنيفي ] .
والقول بأن القرآن الموجود بين
الدفتين محدث هو قول الأشاعرة والكلابية
وقال ابن خزيمة في اعتقاد له
مبيناً لحال الكلابية بعد بزوغهم :
[ القُرْآنُ؛ كَلاَمُ اللهِ -تَعَالَى-
وَصِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ، لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِهِ مَخْلُوْقٌ، وَلاَ مَفْعُوْلٌ،
وَلاَ مُحْدَثٌ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئاً مِنْهُ مَخْلُوْقٌ أَوْ مُحْدَثٌ
أَوْ زَعَمَ أَنَّ الكَلاَمَ مِنْ صِفَةِ
الفِعْلِ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ ضَالٌّ مُبتَدِعٌ
وَأَقُولُ: لَمْ يَزَلِ اللهُ مُتَكَلِّماً،
وَالكَلاَمُ لَهُ صِفَةُ ذَاتٍ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ
لَمْ يَتَكَلَّمْ إلَّا مرَّةً، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ إلَّا مَا يتكلم بِهِ، ثُمَّ انقَضَى
كَلاَمُه، كَفَرَ بِاللهِ
وَأَنَّهُ يَنْزِلُ تَعَالَى إِلَى
سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُوْلُ: "هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيْبَهُ".
فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ عِلمَه تَنَزُّلُ
أَوَامِرِه، ضَلَّ
وَيُكَلِّمُ عِبَادَهُ بِلاَ كَيْفٍ
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، لاَ كَمَا قَالَتِ الجَهْمِيَّةُ: إِنَّهُ
عَلَى المُلْكِ احتَوَى، وَلاَ اسْتَوْلَى. وَإِنَّ اللهَ يُخَاطبُ عبَادَه عَوْداً
وَبَدْءاً، وَيُعيدُ عَلَيْهِم قَصَصَه وَأَمرَه وَنَهْيَه
وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَهُوَ
ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ ] .
وهذا تكفير بينٌ لشيوخ الأشاعرة
الكلابية الذين هم دونهم في الضلال بلا مرية
وقال الهرويّ في كتاب مناقب أحمد بن
حنبل في باب الإشارة إلى طريقته في الأصول لما ذكر كلامه في مسأئل القرآن وترتيب البدع
التي ظهرت فيه وأنهم قالوا أولا :
هو مخلوق وجرت المحنة المشهورة ، ثم
مسألة اللفظية بسبب حسين الكرابيسي
إلى أن قال : وجاءت طائفة فقالت : لا
يتكلم بعد ما تكلم فيكون كلامه حادثاً
وهذه سحارة أخرى تقذي في الدين غير
عين واحدة
فانتبه لها أبو بكر بن خزيمة وكانت
حينئذ بنيسابور دار الآثار تمد إليها الدانات وتشد إليها الركائب ويجلب منها العلم
وما ظنك بمجالس يحبس عنها الثقفي و الصبغي
مع ما جمعا من الحديث والفقه والصدق
والورع واللسان والبيت
قال : فطار لتلك الفتنة ذلك الإمام
أبو بكر فلم يزل يصيح بتشويهها ويصنف في ردها كأنه منذر جيش ، حتى دون في الدفاتر وتمكن
في السرائر ولقن في الكتاتيب ونقش في المحاريب
أن الله متكلم : إن شاء تكلم وإن شاء
سكت فجزى الله ذلك الإمام وأولئك النفر الغر
عن نصرة دينه وتوقير نبيه خيراً .
ا.هــ
8- الإِمَامُ القُدْوَة أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ البَرْبَهَارِيُّ شَيْخُ الحَنَابِلَة
في وقته [329 هـ]
كان شديداً على أهل البدع ، سيفاً
مسلطاً عليهم ، وكان مجانباً للأشاعرة مكفراً لهم
ومحذراً من الكلام وأهله ورسالته
"شرح السنة" طافحة بذلك
يقول –رحمه الله تعالى- في
"شرح السنة" : اعلم أنها لم تكن زندقة ولا كفر ولا شكوك ولا بدعة ولا ضلالة
ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام .. ا.هــ
وقال –رحمه الله تعالى- أيضاً : الإيمان
بأن الله هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع
في مسامعه منه لا من غيره
فمن قال غير هذا فقد كفر بالله العظيم
. ا.هــ
قلت : وهذا هو قول الأشعرية قاطبة
، فإنهم إنما يثبتون الكلام النفسي ويفوضون أو يؤولون النصوص الواردة بذكر الصوت
للرحمن
يقول ابن حجر العسقلاني الأشعري في
شرحه للبخاري : إذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث
الصحيحة وجب الإيمان به ثم إما التفويض وإما التأويل .. ا. هـ
هذا وقد جاء الأشعري إلى أبي محمد البربهاري
وأراد القرب منه ، فلم يلتفت له أبو محمد
بل ولم يقبل منه كتابه الإبانة ولم
يرفع به رأساً
يقول أبو عبد اللَّه الحمراني : لما
دخل الأشعري إلى بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول: رددت عل الجبائي وعلى أَبِي هاشم
ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى والمجوس وقلت لهم وقالوا وأكثر الكلام فِي ذَلِكَ
فلما سكت قَالَ البربهاري :
[ ما أدري مما قُلْتُ قليلا ولا كثيرا
ولا نعرف إلا ما قاله أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أحمد بن حنبل ]
فخرج من عنده وصنف كتاب الإبانة فلم
يقبله مِنْهُ ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها. ا.هــ
وقارن –يا مبتغيّ الحق- بين تعامل
البربهاري هذا مع الأشعري
وبين قول ابن تيمية الخاطئ : (أَظْهَرْتُ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي مَنَاقِبِهِ
أَنَّهُ لَمْ تَزَلْ الْحَنَابِلَةُ وَالْأَشَاعِرَةُ مُتَّفِقِينَ إلَى زَمَنِ القشيري
فَإِنَّهُ لَمَّا جَرَتْ تِلْكَ الْفِتْنَةُ بِبَغْدَادَ تَفَرَّقَتْ الْكَلِمَةُ
وَمَعْلُومٌ أَنَّ فِي جَمِيعِ الطَّوَائِفِ مَنْ هُوَ زَائِغٌ
وَمُسْتَقِيمٌ) !
والحق ما قاله ابن كثير في كتابه
المسمى بـ"البداية والنهاية" :
جَرَتِ عَادَةُ الْحَنَابِلَةِ يَتَكَلَّمُونَ
فِي الْأَشْعَرِيَّةِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا .ا.هــ
9- حامد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
أبو علي الرّفَّاء الهَرَوي المحدّث الواعظ. [المتوفى: 356 هـ]
رجلٌ صالحٌ وواعظ مشهورٌ ، من
أصحاب عثمان بن سعيد الدارمي وإبراهيم الحربي –رحمهما الله تعالى- ، كان –رحمة الله عليه- مبايناً لأهل الكلام ، شديد الذم
لمن ارتدى نحلتهم
سواء في ذلك الكلابية أو غيرهم من
المارقين
يقول الهروي في ذم الكلام : سمعت محمد
بن العباس بن محمد يقول: كان أبو علي الرفاء يقول : [ لعن الله الكلابية -وكان يشير
بيده إلى دار فلان- ] .
10- الحسن بن عبد الله، أبو علي النجاد
الفقيه . [الوفاة: 351 - 360 هـ]
من كبار الحنابلة في بغداد ، ومن
أصحاب البربهاري وأبي الحسن ابن بشار
كان –رحمه الله تعالى- مبايناً لهم
، يحذو فيهم طريقة أهل العلم قبله
كما قال يوسف ابن عبد الهادي في
جمع الجيوش :
أَبُو عَلِيٍّ النَّجَّادُ الْحَسَنُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ، تَلْمِيذُ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبَرْبَهَارِيِّ،
صَنَّفَ فِي الأُصُولِ وَالْفُرُوعِ، وَكَانَ مُجَانِبًا لَهُمْ، رَادًّا عَلَيْهِمْ
كَشَيْخِهِ ا.هــ
فهذا هو مسلك أهل العلم مع
الأشعرية : الرد والمجانبة
خلافاً لصنيع ابن تيمية الذي ذكره
حين قال –كما في المجموع- :
النَّاسُ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَانَ
بَيْنَ الْحَنْبَلِيَّةِ وَالْأَشْعَرِيَّةِ وَحْشَةٌ وَمُنَافَرَةٌ. وَأَنَا كُنْت
مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ تَأْلِيفًا لِقُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَطَلَبًا لِاتِّفَاقِ
كَلِمَتِهِمْ وَاتِّبَاعًا لِمَا أُمِرْنَا بِهِ مِنْ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ
وَأَزَلْت عَامَّةَ مَا كَانَ فِي النُّفُوسِ مِنْ الْوَحْشَةِ .. ا.هــ
11- الآجُرِّيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ [360 هـ]
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، القُدْوَةُ،
شَيْخُ الحَرَمِ ، كَانَ صَدُوْقاً، خَيِّراً، عَابداً، صَاحبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ.
قال الآجري –رحمه الله تعالى- في كتاب "الشريعة"
:
فَإِنْ عَارَضَهُمْ إِنْسَانٌ جَهْمِيٌّ فَقَالَ:
مَخْلُوقٌ، أَوْ قَالَ: الْقُرْآنُ كَلَامُ
اللَّهِ وَوَقَفَ، أَوْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، أَوْ قَالَ: هَذَا
الْقُرْآنُ حِكَايَةٌ لِمَا فِي اللَّوْحِ
الْمَحْفُوظِ فَحُكْمُهُ أَنْ يُهْجَرَ وَلَا يُكَلَّمَ، وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ،
وَيُحَذَّرَ مِنْهُ .. ا.هــ
فهنا تصريح بعدم جواز الصلاة خلف القائلين بالحكاية
وأنهم جهمية
فـهذا
هو حكم أهل الحديث على المتكلمين من الكلابية ونحوهم
-تجهيم
-وهجر
-وتحذير
-بلا
مبالغات ولا موازنات !
خلافاً لقول ابن تيمية : مُتَكَلِّمَةُ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ مِثْلَ الْكُلَّابِيَة
والكَرَّامِيَة وَالْأَشْعَرِيَّةِ إنَّمَا قُبِلُوا وَاتُّبِعُوا واستحمدوا إلَى عُمُومِ الْأُمَّةِ بِمَا أَثْبَتُوهُ
مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ .. وَكَذَلِكَ استحمدوا بِمَا رَدُّوهُ عَلَى الْجَهْمِيَّة
وَالْمُعْتَزِلَةِ .. فَحَسَنَاتُهُمْ نَوْعَانِ: إمَّا مُوَافَقَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ
وَالْحَدِيثِ. وَإِمَّا الرَّدُّ عَلَى مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ وَالْحَدِيثَ بِبَيَانِ
تَنَاقُضِ حُجَجِهِمْ. ا.هــ
12- أبو سعيد خلف بن عمر المعروف بـمعلم
الفقهاء ! [371 هــ]
وهو صاحب الكلمة المشهورة في بيان أصول الأشعري على الحقيقة
قال السجزيّ عنه : كان من فقهاء المالكيين .ا.هــ
وقال في رسالته إلى أهل زبيد : حكى محمد بن عبد الله المالكي المغربي وكان فقيهاً صالحاً
عن الشيخ أبي سعيد البرقي وهو من شيوخ فقهاء المالكيين ببرقة عن أستاذه خلف المعلم أنه قال :
[ أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال،
ثم أظهر التوبة
فرجع عن الفروع وثبت على الأصول ] .
قال السجزي : وهذا كلام خبير بمذهب
الأشعري وغوره .ا.هــ
13- أبو عبد الله محمد بن صالح القحطاني، المعافري، الأندلسي،
المالكي [383
هــ]
صاحب النونية الشهيرة ، كان –رحمه الله
تعالى- شديداً عليهم مكفراً لهم
يقول في نونيته : من قال إن الله خالق
قوله ... فقد استحل عبادة الأوثان
من قال فيه عبارة وحكاية ...
فغدا يجرع من حميم آن . ا.هـ
والقول بالعبارة هو قول الأشاعرة ،
وتأمل كيف عطفه على القول بخلق القرآن
ثم تأمل كيف جزم للقائلين بالعبارة
والحكاية بالنار كما يجزم للكفار
وهذا فيه ردٌ على ابن تيمية القائل
–كما في مجموعه- :
وَسَائِرُ طَوَائِفِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءِ
وَأَهْلِ الْكَلَامِ مِنْ مُرْجِئَةِ الْفُقَهَاءِ والكَرَّامِيَة والْكُلَّابِيَة
وَالْأَشْعَرِيَّةِ وَالشِّيعَةِ .. ا.هــ
وقال القحطانيّ–رحمه الله تعالى- أيضاً
راداً على هؤلاء الكفرة :
أشعرتم يا أشعرية أنني ... طوفان بحر
أيما طوفان
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم ... أنا
سمكم في السر والإعلان
أذهبتم نور القرآن وحسنه ... من كل
قلب واله لهفان
فوحق جبار على العرش استوى ... من غير
تمثيل كقول الجاني
ووحق من ختم الرسالة والهدى ... بمحمد
فزها به الحرمان
لأقطعن بمعولي أعراضكم ... ما دام يصحب
مهجتي جثماني
ولأهجونكم واثلب حزبكم ... حتى تغيب
جثتي أكفاني
ولأهتكن بمنطقي أستاركم ... حتى أبلغ
قاصياً أو داني
ولأهجون صغيركم وكبيركم ... غيظاً لمن
قد سبني وهجاني
ولأنزلن إليكم بصواعقي ... ولتحرقن
كبودكم نيراني
ولأقطعن بسيف حقي زوركم ... وليخمدن
شواظكم طوفاني
ولأقصدن الله في خذلانكم ... وليمنعن
جميعكم خذلاني
ولأحملن على عتاة طغاتكم ... حمل الأسود
على قطيع الضان
ولأرمينكم بصخر مجانقي ... حتى يهد
عتوكم سلطاني
ولأكبتن إلى البلاد بسبكم ... فيسير
سير البزل بالركبان
ولأدحضن بحجتي شبهاتكم ... حتى يغطي
جهلكم عرفاني
ولأغضبن لقول ربي فيكم ... غضب النمور
وجملة العقبان
ولأضربنكم بصارم مقولي ... ضربا يزعزع
أنفس الشجعان
ولأسعطن من الفضول أنوفكم ... سعطا
يعطس منه كل جبان ..
يا أشعرية يا أسافلة الورى ... يا عمي
يا صم بلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم ... بغضا
أقل قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني ... كيلا
يرى إنسانكم إنساني . ا.هـ
14- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَزْدئن أَبُو عَلِيّ
النَّهاوَنْدي الزاهد [المتوفى: 387 هـ]
شيخٌ شديدٌ على أهل البدع ، ومن أقواله في ذلك ، قوله :
[ الرافضة أسوأ حالا عند اللَّه من إبليس، لأنّه قَالَ فِي
إبليس {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}، فهذه لعنة إلى وقت معلوم.
وقال في الروافض: {إِنَّ الَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، يعني تكلّموا فِي عَائِشَة ]
كان –رحمه الله تعالى- من أشد الناس على الأشاعرة ومن
أصرحهم تكفيراً لهم
بل ومن أعظمهم نكيراً على من يتوقف في ذلك !
يقول الهروي في ذم الكلام : سمعت أحمد بن حمزة وأبا علي الحداد
يقولون:
[ وجدنا أبا العباس أحمد بن محمد النهاوندي
على الإنكار على أهل الكلام وتكفير الأشعرية.
وذكرا عظم شأنه في الإنكار على أبي
الفوارس القرماسيني وهجرانه إياه لحرف واحد ] .
15- أبو عبد الله عُبَيْدُ اللهِ بنُ
مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ ابْنُ بَطَّةَ العُكْبَرِيُّ [387 هـ]
من أئمة السنة في زمانه ، ومن
أصحاب البربهاري ، كان " من أعلم الناس بالسنة والآثار وأتبعهم لها ومن أزهد الناس
وأعبدهم، وهو معروف بأن دعاءه مستجاب
وقد رأى الحسين بن علي الجوهري النبي
صلى الله عليه وسلم في منامه فقال :
يا رسول الله قد اشتبهت علينا المذاهب.
فقال: [ عليك بهذا الشيخ -يعني ابن
بطة- فانحدر إلى عكبرا فلما رآه أبو عبد الله تبسم
وقال: صدق رسول الله صلى الله عليه
وسلم ] وعلمه بالسنة ، وزهده ودينه غاية.
"
كان –رحمه الله تعالى- مكفراً
للأشاعرة شديد الذم لهم
قال في الإبانة الكبرى : (باب ذكر اللفظية
والتحذير من رأيهم ومقالاتهم)
اعلموا -رحمكم الله- أن صنفا من الجهمية
اعتقدوا بمكر قلوبهم ، وخبث آرائهم ، وقبيح أهوائهم ، أن القرآن مخلوق ، فكنوا عن ذلك
ببدعة اخترعوها ، تمويها وبهرجة على العامة ، ليخفى كفرهم ، ويستغمض إلحادهم على من
قل علمه ، وضعفت نحيزته
فقالوا : (إن القرآن الذي تكلم الله
به وقاله ، فهو كلام الله غير مخلوق ، وهذا الذي نتلوه ونقرؤه بألسنتنا ، ونكتبه في
مصاحفنا ليس هو القرآن الذي هو كلام الله ، هذا حكاية لذلك ، فما نقرؤه نحن حكاية لذلك
القرآن بألفاظنا نحن ، وألفاظنا به مخلوقة )
فدققوا في كفرهم ، واحتالوا لإدخال
الكفر على العامة بأغمض مسلك
وأدق مذهب ، وأخفى وجه ، فلم يخف ذلك
بحمد الله ومنه وحسن توفيقه على جهابذة العلماء والنقاد العقلاء ، حتى بهرجوا ما دلسوا
، وكشفوا القناع عن قبيح ما ستروه
فظهر للخاصة والعامة كفرهم وإلحادهم
وكان الذي فطن لذلك وعرف موضع القبيح
منه الشيخ الصالح
والإمام العالم العاقل أبو عبد الله
أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله
وكان بيان كفرهم بينا واضحا في كتاب
الله عز وجل
وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
. وقد كذبهم القرآن والسنة بحمد الله
قال الله عز وجل : {وإن أحد من المشركين
استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}
ولم يقل : حتى يسمع حكاية كلام الله
. ..
ومثل هذا في القرآن كثير ، من تدبره
عرفه .
وجاء في سنة المصطفى صلى الله عليه
وسلم ، وكلام الصحابة والتابعين ، وفقهاء المسلمين ، رحمة الله عليهم أجمعين ، ما يوافق
القرآن ويضاهيه ، والحمد لله ، بل أكثرهم لا يعلمون .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن
قريشا منعتني أن أبلغ كلام ربي ] .
ولم يقل حكاية كلام ربي ..
وقال عبد الله بن مسعود : إن هذا القرآن
كلام الله فلا تخلطوا به غيره ..
فهذا ونحوه في القرآن والسنن ، وقول
الصحابة والتابعين ، وفقهاء المسلمين ، ما يدل العقلاء على كذب هذه الطائفة من الجهمية
الذين احتالوا ودققوا في قولهم : القرآن مخلوق .. ا.هــ
16 -زاهر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد،
أَبُو عَلِيّ السَّرْخَسي المقرئ المحدّث. [المتوفى: 389 هـ]
من فقهاء الشافعية ، قال يحيى بن
عمار –رحمه الله تعالى- عنه : [ كان للمسلمين إماماً ]
قلت : كان متكلماً ثم رجع بعد أن
كان من أصحاب الأشعري
فـصار له ذاماًً وعليه داعياً
ولزندقته مبيناً
قال الهروي في ذم الكلام : سمعت محمد
بن زيد العمري النسابة أبنا المعافا يقول: سمعت أبا الفضل الحارثي القاضي بسرخس يقول:
سمعت زاهر بن أحمد يقول:
[ أشهد لما مات أبو الحسن الأشعري متحيراً
بسبب مسألة تكافؤ الأدلة.
فلا جزى الله امرءً ناط مخاريقه بمذهب
الإمام المطلبي رحمه الله، وكان من أبر خلق الله قلباً، وأصوبهم سمتاً، وأهداهم هدياً،
وأعمقهم علماً، وأقلهم تعمقاً، وأوقرهم للدين، وأبعدهم من التنطع، وأنصحهم لخلق الله
جزاء خير.
ورأيت منهم قوماً يجتهدون في قراءة
القرآن ويحفظ حروفه والإكثار من ختمه، ثم اعتقاده فيه ما قد بيناه اجتهاد روغان كالخوارج
] .
وقال : سمعت يحيى بن عمار يقول: سمعت
زاهر بن أحمد يقول:
[ نظرت في صير باب؛ فرأيت أبا الحسن
الأشعري يبول في البالوعة، فدخلت عليه
فحانت الصلاة، فقام يصلي وما كان استنجى
ولا تمسح ولا توضأ، فذكرت الوضوء
فقال: لست بمحدث ] .
وسمعت منصور بن إسماعيل الفقيه يقول:
سمعت زاهراً يقول :
[ دورت في أخمص الأشعري بالنقش دائرةً
وهو قائل؛ فرأيت السواد بعد ست لم يغسله ] .
17- ابْنُ مَنْدَةَ أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدٍ [395 هــ]
محدث كبير ورجل جليل
قال الهروي الأنصاري عنه : [ أَبُو
عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَةَ سَيِّدُ أَهْلِ زَمَانِهِ ]
وقَالَ البَاطِرْقَانِيُّ : [ حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة إِمَامُ الأَئِمَّة فِي الحَدِيْثِ لقَّاهُ اللهُ رِضْوَانَه
]
كان –رحمه الله تعالى- مبايناً
للأشعرية ومحذراً من رأسهم ومقبحاً لاعتقاده
وطارداً لأتباعه من مجالسه ومبيناً
لكفر إمامهم .
قال الهروي في ذم الكلام : أخبرت عن
أحمد بن محمد بن الطاهر المعافري أبي العباس؛ قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن منده
الحافظ بأصبهان رحمه الله يقول:
[ ليتق امرؤ وليعتبر عن تقدم ممن كان
القول باللفظ مذهبه ومقالته؛ كيف خرج من الدنيا مهجوراً مذموماً مطروداً من المجالس
والبلدان لاعتقاده القبيح ؟!
وقوله الشنيع المخالف لدين الله مثل:
الكرابيسي، والشواط، وابن كلاب، وابن الأشعري، وأمثالهم ممن كان الجدال والكلام طريقه
في دين الله عز وجل ] .
وتأمل كيف عدّ الأشعري من اللفظية
!
وهو نفسه قد نقل عن أحمد بن حنبل
تكفيره للفظية
قال السجزي في الإبانة : روى
محمد ابن منده الأصبهاني عن أحمد أنه قال :
[ من
قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل ] ا.هــ
وقال أبو القاسم عبد الرحمن بن منده : أنبأنا الثقة عن مثله ، عن يحيى بن منده قال :
سمعت عمي عبد الرحمن ، سمعت محمد بن عبيد الله
الطبراني يقول :
قمت يوما في مجلس والدك -رحمه الله تعالى- ،
فقلت : أيها الشيخ ، فينا جماعة ممن يدخل على هذا المشئوم -أعني: أبا نُعيم
الأشعري- فقال : [ أخرجوهم ] .
فأَخرجْنا من المجلس فلانا وفلانا ، ثم قال : [
على الداخل عليهم حرجٌ أن يدخل مجلسنا ، أو يسمع منا ، أو يروي عنا ، فإن فعل فليس
هو منا في حِل ] . ا.هـ
18-أبو مظفر الترمذي حبال بن أحمد
[ في أواخر الثلاثمائة تقديراً ؟39 هــ ]
قال الهروي الأنصاري عنه : [ إمام أهل
ترمذ ]
قال الهروي في ذم الكلام : سمعت أبي
يقول: سمعت أبا المظفر الترمذي -هو حبال بن أحمد- :
[
يشهد عليهم بالزندقة ] . أي على الأشاعرة
19- أحمد بْن أَبِي طاهر محمد بْن أحمد،
الْإِمَام أبو حامد الإسْفَرايينّي . [المتوفى: 406 هـ]
شيخ الشافعية في زمانه بلا مدافعة
، كان شديداً على أصحاب الأشعري ومحذراً منهم
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ
الكرجي في الفصول : سَمِعْت شَيْخِي الْإِمَامَ أَبَا مَنْصُورٍ الْفَقِيهَ الْأَصْبَهَانِيَّ
يَقُولُ: سَمِعْت شَيْخَنَا الْإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ الزَّاذَقَانِيَّ يَقُولُ: كُنْت
فِي دَرْسِ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ الْإسْفَرايِينِيّ وَكَانَ يَنْهَى أَصْحَابَهُ
عَنْ الْكَلَامِ وَعَنْ الدُّخُولِ عَلَى الْبَاقِلَّانِيِّ، فَبَلَغَهُ أَنَّ نَفَرًا
مِنْ أَصْحَابِهِ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ خُفْيَةً لِقِرَاءَةِ الْكَلَامِ، فَظَنَّ أَنِّي
مَعَهُمْ وَمِنْهُمْ
َذَكَرَ قِصَّةً قَالَ فِي آخِرِهَا:
إنَّ الشَّيْخَ أَبَا حَامِدٍ قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، بَلَغَنِي أَنَّك تَدْخُلُ عَلَى
هَذَا الرَّجُلِ يَعْنِي الْبَاقِلَّانِيَّ فَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ فَإِنَّهُ مُبْتَدِعٌ
يَدْعُو النَّاسَ إلَى الضَّلَالِ. وَإِلَّا فَلَا تَحْضُرْ مَجْلِسِي، فَقُلْت: أَنَا
عَائِذٌ بِاَللَّهِ مِمَّا قِيلَ، وَتَائِبٌ إلَيْهِ، وَاشْهَدُوا عَلَيَّ أَنِّي لَا
أَدْخُلُ إلَيْهِ.
قَالَ: وَسَمِعْت الْفَقِيهَ الْإِمَامَ
أَبَا مَنْصُورٍ سَعْدَ بْنَ عَلِيٍّ الْعِجْلِيّ يَقُولُ: سَمِعْت عِدَّةً مِنْ الْمَشَايِخِ
وَالْأَئِمَّةِ بِبَغْدَادَ، أَظُنُّ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيَّ أَحَدَهُمْ،
قَالُوا: كَانَ أَبُو بَكْرٍ الْبَاقِلَّانِيُّ يَخْرُجُ إلَى الْحَمَّامِ مُتَبَرْقِعًا
خَوْفًا مِنْ الشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ الْإسْفَرايِينِيّ.
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ
الثِّقَاتِ كِتَابَةً مِنْهُمْ الْقَاضِي أَبُو مَنْصُورٍ الْيَعْقُوبِيُّ عَنْ الْإِمَامِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ هُوَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْأَنْصَارِيُّ
قَالَ: سَمِعْت عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنَ الْحُسَيْنِ، وَهُوَ السُّلَمِيُّ،
يَقُولُ: وَجَدْت أَبَا حَامِدٍ الْإسْفَرايِينِيّ وَأَبَا الطَّيِّبِ الصُّعْلُوكِيَّ
وَأَبُو بَكْرٍ الْقَفَّالُ الْمَرْوَزِيِّ وَأَبَا مَنْصُورٍ الْحَاكِمَ عَلَى الْإِنْكَارِ
عَلَى الْكَلَامِ وَأَهْلِهِ.
قَالَ : سَمِعْت أَحْمَدَ بْنَ أَبِي
رَافِعٍ وَخَلْقًا يَذْكُرُونَ شِدَّةَ الْإسْفَرايِينِيّ عَلَى الْبَاقِلَّانِيِّ
وليقارن –المتجرد من العصبية- بين هذه
الطريقة السنية في التعامل مع الباقلاني وأشباهه
وبين قول ابن تيمية في درء التعارض
:
الباقلاني .. قام عليه الشيخ أبو حامد والشيخ ابو عبدالله
بن حامد وغيرهما من العلماء من أهل العراق وخراسان والشام وأهل الحجاز ومصر مع ما كان فيه من الفضائل
العظيمة والمحاسن الكثيرة والرد على
الزنادقة والملحدين وأهل البدع حتى أنه لم يكن في المنتسبين إلى ابن كلاب والأشعري
أجل منه ولا أحسن كتبا وتصنيفا وبسببه انتشر هذا القول
وكان منتسباً إلى الامام احمد وأهل السنة وأهل الحديث والسلف
مع انتسابه إلى مالك والشافعي وغيرهما من الأئمة حتى كان يكتب في بعض اجوبته محمد بن
الطيب الحنبلى .. ا.هــ
20-محمد بْن الحسين بْن محمد بْن الهيثم
أبو عُمَر البِسْطاميّ الفقيه الواعظ، [المتوفى: 408 هـ]
قاضي نيسابور ، من أصحاب الطبراني
وهو صاحب الكلمة المشهورة في تشخيص حقيقة توبة الأشعري
قال الهروي في ذم الكلام : سمعت الحاكم عدنان بن عبدة النميري يقول:
سمعت أبا عمر البسطامي يقول: [ كان
أبو الحسن الأشعري أولاً ينتحل الاعتزال، ثم رجع فتكلم عليهم، وإنما مذهبه التعطيل؛
إلا أنه رجع من التصريح إلى التمويه ] .
21- الْجُنَيْد بْن محمد بْن الْجُنَيْد،
أبو سعْد الهروي الخطيب. [المتوفى: 410 هـ]
قال الهروي في ذم الكلام : سمعت إسماعيل بن أحمد البشوزقاني المتفقه
يقول:
[ سمعت الجنيد بن محمد أبو سعد الخطيب
يشهد على الأشعري بالزندقة ] .
22-هبة الله بْن الحَسَن بْن منصور
الحافظ أبو القاسم اللالكائي، الفقيه [المتوفى: 418 هـ]
الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، المُفْتِي الشهير ، صاحب
كتاب شرح أصول الاعتقاد .
كان –جزاه الله خيراً- مكفراً
للأشعرية والكلابية ، ومحذراً من الطرق الكلامية
قال –رحمه الله تعالى- في شرح أصول
الاعتقاد :
سياق ما دل من الآيات من كتاب الله
تعالى وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين على أن القرآن تكلم
الله به على الحقيقة ، وأنه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يتحدى به
، وأن يدعو الناس إليه ، وأنه القرآن على الحقيقة .
متلو في المحاريب ، مكتوب في المصاحف
، محفوظ في صدور الرجال ، ليس بحكاية
ولا
عبارة عن قرآن ، وهو قرآن
واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب
بل هو صفة من صفات ذاته ، لم يزل به
متكلما ، ومن قال غير هذا فهو كافر ضال مضل مبتدع مخالف لمذاهب السنة والجماعة
. ا.هـــ
23-يحيى بن عمّار بن يحيى بن عمّار
الإمام الواعظ أبو زكرّيا السجستاني. [المتوفى: 422 هـ]
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الوَاعِظُ، شَيْخُ سِجِسْتَان، أَبُو
زَكَرِيَّا الشَّيْبَانِيُّ ، نَزِيْلُ هَرَاة
كَانَ مُتحرِّقاً عَلَى المُبتدعَة عامةً والأشعريةِ خاصةً
، جزاه الله خيراً وأعظم مثوبته .
قال عبد الرحمن الداودي يوم موته :
وسائلٍ: ما دهاك اليوم ؟ قلتُ لَهُ: ... أنكرتِ حالي
وأَنى وقتُ إنكارِ
أما ترى الأرضَ من أقطارها نقصت ... وصار أقطارها
تبكي لأقطارِ
لموتِ أفضلِ أهلِ العصرِ قاطِبةً ... عمّارِ
دينِ الهُدى يحيى بن عمارِ
قال الهروي في ذم الكلام : [ ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من
مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر
بن إبراهيم ومشائخنا ]
وليقارن –الصادق في اتباعه- بين طريقة يحيى بن عمار -المبنية على السنة والآثار- في تكفير الأشعرية ولعنهم من على المنابر ، وبين ما قاله ابن تيمية في
"بيان تلبيس الجهمية" :
كان السلف والأئمة يكفرون الجهمية في الإطلاق والتعميم، وأما المعين
منهم فقد يدعون له (!) ويستغفرون له (!) لكونه غير عالم بالصراط المستقيم ..ا.هــ
24- عُمَرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ إِسْمَاعِيْلَ
أَبُو الفَضْلِ الهَرَوِيُّ [425 هـ ]
الحَافِظُ، القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ، خَالُ أَبِي عُثْمَانَ
الصَّابُوْنِيِّ .
كَانَ مُقَدَّماً فِي العِلْمِ وَالعَمَلِ وَالزُّهْدِ وَالوَرَعِ
، وَكَانَ مُحَدِّثَ هَرَاة وشَيْخَ الْحَنَابِلَةِ فِيهَا .
كما كان مصرحاً بتكفير الأشعرية لا يداري في ذلك
قال الهروي في ذم الكلام : سمعت بلال بن أبي منصور المؤذن يقول:
سمعت عمر بن إبراهيم يقول –رحمه
الله تعالى- :
[ لا تحل ذبائح الأشعرية؛ لأنهم ليسوا
بمسلمين ولا بأهل كتاب ولا يثبتون في الأرض كتاب الله ]
25-عليّ بن الحسين بن أحمد الحافظ أبو
الفضل الهمذاني الفلكي. [المتوفى: 427 هـ]
قَالَ الهروي الأَنْصَارِيُّ : [ مَا
رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْفَظَ مِنْهُ ]
قال يوسف ابن عبد الهادي في جمع
الجيوش : [ وَكَانَ مُجَانِبًا لَهُمْ ] . أي للأشعرية
وقال الهروي في ذم الكلام : [ رأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من
مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة وكذلك رأيت عمر
بن إبراهيم ومشائخنا ]
وقارن –يا محب السنة وأهلها- بين ما ذكره أهل العلم في الأشعري وحاله
وبين ما قاله ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" :
الأئمة المرجوع إليهم في الدين مخالفون للأشعري في مسألة الكلام وإن كانوا مع ذلك
معظمين له (!) في أمور أخرى وناهين عن لعنه (!) وتكفيره (!) ومادحين له بماله من المحاسن (!) .. ا.هـ
والعجيب أن ابن تيمية أقر في "الدرء" بتبديع
السلف للأشعريّ !
فقد قال : أما مسألة قيام الافعال الاختيارية
به فإن ابن كلاب والأشعري وغيرهما ينفونها وعلى ذلك بنو قولهم
في مسألة القرآن وبسبب ذلك وغيره تكلم الناس فيهم في هذا الباب بما هو معروف في كتب أهل العلم ونسبوهم إلى البدعة وبقايا بعض الاعتزال فيهم .. ا.هــ
ومع معرفته هذه لما في كتب أهل العلم من نسبة الأشعري
إلى البدعة فهو يراه من الأئمة وأهل العلم ! فقد قال في نفس الكتاب –أعني الدرء- :
هذه الثلاثة مما اتفق عليها سلف الأمة وأئمتها
وحكى إجماع أهل السنة عليها غير
واحد من الأئمة والعالمين بأقوال السلف :
مثل أحمد بن حنبل وعلي بن المديني واسحاق بن إبراهيم وداود
بن علي وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وأمثال هؤلاء
ومثل عبدالله بن سعيد بن كلاب وأبي العباس القلانسي وأبي
الحسن الأشعري وأبي الحسن علي بن مهدي الطبري
ومثل أبي بكر الإسماعيلي وأبي نعيم الأصبهاني وأبي عمر بن عبد البر
وأبي عمر الطلمنكي ويحيى بن عمار السجستاني وأبي إسماعيل
الأنصاري وأبي القاسم التميمي ومن لا يحصى عدده إلا الله من
أنواع أهل لعلم .. ا.هــ
26- أحمد بن الحسين بن محمد المحدِّث
أبو حاتم ابن خاموش [الوفاة 421 - 430 هـ]
إمام من أئمة السنة ، حنبلي صلب ، من أصحاب الحافظ ابن
منده
قال الهروي في ذم الكلام : [ سمعت أحمد
بن الحسن الخاموشي الفقيه الرازي في داره بالري في محفل يلعن الأشعري، ويطري الحنابلة،
وذلك سنة خرجنا مع الحاج ] .
وحكايته مع الهروي الأنصاريّ مشهورة، وفيها قوله: (مَن لم
يكن حنبليًّا فليس بمسلم) ! .
يريد في النِّحْلة وفي الأصول التي من خالفها صدق عليه أنه [ تاركٌ لدينهِ
مفارقٌ للجماعةِ ]
27- عُبَيْد اللَّه بن سعيد بن حاتم
الوائليّ البكريّ السِّجْزيّ. [المتوفى: 444 هـ]
بين في رسالته إلى أهل زبيد أن قول
الأشعرية كفر مبين لا يتنازع في ذلك الفقهاء
قال في رسالته إلى أهل زبيد : اعلموا
أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نِحَلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه
ابن كلاب والقلانسي والصالحي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة
وهم معهم بل أخس حالاً منهم في الباطن في أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً
ذا تأليف واتساق وإن اختلفت به اللغات.
وقال : قال أبو محمّد بن كلاب ومن وافقه،
والأشعري وغيرهم: ( القرآن غير مخلوق، ومن قال بخلقه كافر إلا أن الله لا يتكلم بالعربية،
ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم، والتأليف، والتعاقب، ولا يكون حرفاً ولا
صوتاً ) !
فقد بان بما قالوه أن القرآن الذي نفوا
الخلق عنه ليس بعربي، وليس له أوّل ولا آخر.
ومنكر
القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أوّل له ولا آخر كافر بإجماعهم "
ا.هــ
والمقصود من هذا النقل بيان أن قول
هؤلاء الضلال قد انعقد الإجماع على عده مكفراً لصاحبه
28- عَبْد الخالق بْن عِيسَى بْن أَحْمَد
الشريف أبو جَعْفَر الهاشميّ الفقيه [المتوفى: 470 هـ]
كان عالما فقيهًا، ورعًا عابدًا، زاهدا، قوالا بالحق، لا
يحابي، ولا تأخذه في الله لومة لائم
وكان شديد القول واللسان على أهل البدع ولم تزل كلمته عالية
عليهم، ولا يَردُّ يَده عنهم أحد ، وانتهى إليه في وَقتهِ الرحلة لطلب مذهب الإمام
أحمد.
ولما ذكره ابن السمعاني قال عنه : [ إمام الحنابلة في عصره
بلا مدافعة ] .
كان –رحمه الله تعالى- مكفراً
للأشاعرة ومظهراً للبراءة منهم
قال
في مناظرته عن القشيري : لو جاز أنْ يُشكر
أحدٌ على بدعته لكان هذا الشاب ، لأنه باد هنا بما في نفسه ، ولم ينافقنا كما فعل
هذان !
ثم التفت إلى الوزير فقال : أي صلح يكون بيننا ؟!
إنما يكون الصلح بين مختصمين على ولاية أو دنيا أو تنازع في
ملك
فأما هؤلاء القوم فإنهم يزعمون أنّا كفار ، ونحن نزعم أنّ من لا يعتقد ما نعتقده
كان كافراً ، فأي صلح بيننا
؟!
.ا.هــ
29-طاهر بن الحسين بن أحمد بن عبد الله
بن القواس البغدادي [476 هـ]
قال ابن عقيل عنه : كان حسن الفتوى،
متوسطا في المناظرة في مسائل الخلاف
إماماً في الإقراء، زاهداً شجاعاً مقداماً،
ملازماً لمسجده، يهابه المخالفون
حتى إنه لما توفي ابن الزوزني، وحضره
أصحاب الشافعي - على طبقاتهم وجموعهم - في
فورة أيام القشيري وقوتهم بنظام الملك حضر، فلما بلغ الأمر إلى تلقين الحفار قَالَ له:
تنح حتى ألقنه أنا، فهذا كان على مذهبنا،
ثم قَالَ:
يا عبد الله وابن أمته، إذا نزل عليك
ملكان فظان غليظان، فلا تجزع ولا تُرَعْ
فإذا سألاك فقل : رضيتُ بالله رباً
وبالإسلام دينا لا
أشعري ولا معتزلي بل حَنبلي سُنِّي.
فلم يتجاسر أحد أن يتكلم بكلمة ولو
تكلم أحد لفَضَخ رأسَه أهلُ باب البصرة
فإنهم كانوا حوله قد لَقّن أولادهم
القراَن والفقه
وكان في شوكة ومنعَة، غير معتمد عليهم،
لأنه أمة في نفسه.ا.هــ
30-عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيِّ الأنصاريّ الهَرَويّ [المتوفى: 481 هـ]
صاحب كتاب "ذم الكلام"
و"منازل السائرين" الذي جاء فيه بالطوام
مما جعل جماعة من أهل الحديث
يشتدون عليه ويذمونه لما سطر فيه من ضلالات المتصوفة
كما قال ابن رجب في "ذيل
الطبقات" : ذمَّه قومٌ
من أهل السنة، وقدحوا فيه بذلك . ا.هـ
قال الهروي في "ذم الكلام"
عن الأشاعرة : اعتقادهم القرآن غير موجود لفظته الجهمية الذكور بمرة والأشعرية الإناث
بعشر مرات . ا.هــ
وقال أيضاً : قد شحنت كتاب ((تكفير
الجهمية)) من مقالات علماء الإسلام فيهم ودأب الخلفاء فيهم ودق عامة أهل السنة عليهم
وإجماع المسلمين على إخراجهم من الملة. ا.هـ
وكلامه في ذم القوم كثير ، وإنما
ذكرته هنا لحكايته للإجماع -الذي لا شك فيه- على كفر القوم
وهو يعد الأشعرية من الجهمية كما
سبق النقل عنه
وهذا الإجماع إنما حكاه بناءاً على
نقله لأقوال أهل العلم فيهم لا تخرصاً من عنده !
فقول ابن تيمية عنه : (الأنصاري الهروي
من المبالغين فى ذم الجهمية .. و يبالغ فى ذم الأشعرية مع أنهم من أقرب هذه
الطوائف إلى السنة و الحديث و ربما كان يلعنهم)
إنما هو ردٌ لأقوال من نقل عنهم من
العلماء –وهي أقوالٌ تدعمها الحجج والآثار- لا رد لقول الهرويّ وحده
31- أبو الفرج الحنبلي عَبْدُ الوَاحِدِ
بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ بن أَحْمَدَ الأَنْصَارِيّ [486 هــ]
شيخ صالح ، وحنبلي ناصح ، كان
مبايناً للقوم وصاحب مصادمات معهم
قَالَ أبو الحسين ابن الفراء عنه :
وَكَانَتْ لَهُ كرَامَاتٌ ظَاهِرَة، وَوقعَاتٌ
مَعَ الأَشَاعِرَة، وَظهرَ عَلَيْهِم بِالحُجَّة فِي مَجْلِس السَّلاَطين بالشام.ا.هــ
32-محمد بن عبد الملك بن محمد ، أبو
الحَسَن الكَرَجيّ، الفقيه. [المتوفى: 532 هـ]
إمام فاضل وعالم عامل ، قال
ابن السّمعانيّ عنه : رأيته بالكَرَج، إمام، ورِع، فقيه، مفتٍ، محدِّث خيّر، أديب،
شاعر، أفنى عُمره في جمْع العِلْم ونشْره .. ا.هــ
قال الكرجي –رحمه الله تعالى- في " الْفُصُولُ فِي الْأُصُولِ عَنْ
الْأَئِمَّةِ الْفُحُولِ " :
مَنْ قَالَ : أَنَا شَافِعِيُّ الشَّرْعِ
أَشْعَرِيُّ الِاعْتِقَادِ قُلْنَا لَهُ : هَذَا مِنْ الْأَضْدَادِ لَا بَلْ
مِنْ الِارْتِدَادِ إذْ لَمْ يَكُنْ الشَّافِعِيُّ أَشْعَرِيَّ الِاعْتِقَادِ .
وَمَنْ قَالَ : أَنَا حَنْبَلِيٌّ فِي
الْفُرُوعِ مُعْتَزِلِيٌّ فِي الْأُصُولِ قُلْنَا : قَدْ ضَلَلْت إذًا عَنْ سَوَاءِ
السَّبِيلِ فِيمَا تَزْعُمُهُ إذْ لَمْ يَكُنْ أَحْمَدُ مُعْتَزِلِيَّ الدِّينِ وَالِاجْتِهَادِ
" .
وقَالَ : " وَقَدْ اُفْتُتِنَ
أَيْضًا خَلْقٌ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ بِمَذَاهِبِ الْأَشْعَرِيَّةِ وَهَذِهِ
وَاَللَّهِ سُبَّةٌ وَعَارٌ وَفَلْتَةٌ تَعُودُ بِالْوَبَالِ وَالنَّكَالِ وَسُوءِ
الدَّارِ عَلَى مُنْتَحِلِ مَذَاهِبِ هَؤُلَاءِ
الْأَئِمَّةِ الْكِبَارِ فَإِنَّ مَذْهَبَهُمْ مَا رَوَيْنَاهُ مِنْ تَكْفِيرِهِمْ
: الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةَ وَالْقَدَرِيَّةَ والواقفية وَتَكْفِيرِهِمْ اللَّفْظِيَّةَ
.. فَأَمَّا غَيْرُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ : فَلَمْ يَنْتَحِلْ أَحَدٌ
مَذْهَبَهُمْ فَلِذَلِكَ لَمْ نَتَعَرَّضْ لِلنَّقْلِ عَنْهُمْ . ا.هــ
وليقارن –مريد الحق- بين قول هذا
العالم
(الْأَئِمَّةِ الْكِبَارِ مَذْهَبَهُمْ
مَا رَوَيْنَاهُ : مِنْ تَكْفِيرِهِمْ : الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةَ)
وبين قول ابن تيمية –كما في
المجموع- :
ابْنُ فورك فِي مُخَاطَبَةِ السُّلْطَانِ .. قَصَدَ بِنَيْسَابُورَ
الْقِيَامَ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ فِي اسْتِتَابَتِهِمْ وَكَمَا كَفَّرَهُمْ عِنْدَ السُّلْطَانِ.
وَمَنْ لَمْ يَعْدِلْ فِي خُصُومِهِ وَمُنَازَعِيهِ
وَيَعْذُرْهُمْ بِالْخَطَأِ فِي الِاجْتِهَادِ بَلْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً وَعَادَى مَنْ
خَالَفَهُ فِيهَا أَوْ كَفَّرَهُ فَإِنَّهُ هُوَ ظَلَمَ
نَفْسَهُ.
وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ يَعْلَمُونَ
الْحَقَّ وَيَرْحَمُونَ الْخَلْقَ؛ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ فَلَا يَبْتَدِعُونَ.
وَمَنْ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ خَطَأً يَعْذُرُهُ فِيهِ الرَّسُولُ
عَذَرُوهُ ..
فَإِنَّ الْمُعْتَزِلَةَ
والكَرَّامِيَة يَقُولُونَ حَقًّا وَبَاطِلًا وَسُنَّةً وَبِدْعَةً .. وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْكَلَامَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ وَيَكْرَهُ الْكَلَامَ بِجَهْلِ وَظُلْمٍ . ا.هــ !
33- الخَلاَّلُ : أَبُو عَبْدِ اللهِ
الحُسَيْنُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ الحُسَيْنِ [المتوفى : 532 هـ]
" مُسْنِدُ أَصْبَهَان، شَيْخُ
العَرَبِيَّة الأَصْبَهَانِيّ الأَثرِي "
كان –رحمه الله تعالى- مكفراً
للقوم ، مظهراً ذلك بشجاعة .
قال الدشتيّ الحنبليّ –رحمه الله
تعالى- في "الحد" :
أنشدنا الحافظ أبو الحجاج من لفظه غير
مرة أنبا الحافظ أبو الفرج ثابت بن محمد بن
أبي الفرج الشافعي المديني في كتابه أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين
، قال :
الأشعرية
ضلال زنادقة إخوان
... من عَبَدَ العُزَّى مع الَّلاتِ
بِرَبِّهِمْ
كفروا جَهْراً وقولهُمُ ... إذا تدبرته أسوإ
المقالات
ينفون ما أثبتوا عودا ببدئهم ... عقائد
القوم من أوهى المحالات .. ا.هــ
34- أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الوَهَّابِ
بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمَّدِ الأَنْصَارِيُّ [536 هـ]
شَيْخُ الحَنَابِلَةِ في زمانه ، المعروف
بابن الحنبلي
كان –رحمة الله عليه- شديداً على
المحدثين ، مناوئاً للمبتدعين
له رسالة في ذم القوم ، أسماها بـ
" الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة " وفيها ما ينبه عليه
والمقصود من ذكرها أنه ملئها
بتكفير الأشعرية وبيان حقيقة مذهبهم
ومما قال –رحمه الله تعالى- فيها :
ثم ذكروا العبارة والحكاية ، ما جاء به شرع ولا نطق به سلف
من الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين فكيف يحل لمسلم أن يقول مثل هذا ...
فقد خالفت الأشاعرة ببدعتهم نص الكتاب وصريح السنة ، وأدلة
المعقول وإجماع أهل الملل من اليهود والنصارى ، والزيادة
على كفار قريش في تكذيب القرآن .. ا.هــ
وليقارن –المنصف- بين قول هذا العالم بحال الأشاعرة وبين قول
ابن تيمية –كما في المجموع- :
الْأَنْصَارِيِّ .. مِنْ الْمُبَالِغِينَ
فِي ذَمِّ الْجَهْمِيَّة فِي نَفْيِ الصِّفَاتِ؛ وَلَهُ كِتَابٌ فِي تَكْفِيرِ الْجَهْمِيَّة؛
وَيُبَالِغُ فِي ذَمِّ الْأَشْعَرِيَّةِ مَعَ
أَنَّهُمْ مِنْ أَقْرَبِ هَذِهِ الطَّوَائِفِ إلَى السُّنَّةِ .. ا.هــ
وقال ابن الحنبليّ أيضاً : الجهمية -لعنهم الله- أصناف مختلفة
فمنهم من يقول القران ليس هو كلام الله
ولا هو مخلوق
ومنهم من يقول .. وطائفة منهم تقول
إنه حكاية عن ذلك القرآن
ومنهم من يقول ألفاظنا بالقرآن مخلوقة،
ومنهم من يقول القرآن بألفاظنا مخلوق
ومنهم ... ومنهم من يقول لا يكفر هؤلاء
بل يسكت عنهم
فهؤلاء الأصناف كلها هم الجهمية وهم
كفار زنادقة حلال القتل
ومن لم يكفر هؤلاء الأصناف كلها فهو
كافر زنديق حلال القتل. ا. هـ
وقارن –يا من خلعت
ربقة التقليد من عنقك- بين هذا ، وبين قول ابن تيمية في الفرقان :
وَقَدْ ذَهَبَ كَثِيرٌ مِنْ مُبْتَدِعَةِ
الْمُسْلِمِينَ : مِنْ الرَّافِضَةِ والجهمية وَغَيْرِهِمْ
إلَى بِلَادِ الْكُفَّارِ فَأَسْلَمَ
عَلَى يَدَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ وَانْتَفَعُوا بِذَلِكَ وَصَارُوا
مُسْلِمِينَ مُبْتَدِعِينَ
وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونُوا
كُفَّارًا ..ا.هــ
35- أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ
السِّلَفِيُّ [المتوفى: 576 هـ]
المحدث الشهير صاحب التصانيف
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ
فِي (ذَيله) : السِّلَفِيُّ ثِقَةٌ، وَرع، مُتْقِن، مُتَثَبِّت، فَهِم، حَافِظ، لَهُ
حَظّ مِنَ العَرَبِيَّة، كَثِيْر الحَدِيْثِ، حَسَن الفَهْمِ وَالبصِيْرَة فِيْهِ.
ا.هـ
له أبيات لطيفة في السنة يقول فيها
:
إِنَّ عِلْمَ الحَدِيْثِ عِلْمُ رِجَالٍ
... تَرَكُوا الابتدَاعَ لِلاتِّبَاعِ
فَإِذَا جَنَّ لَيْلُهُم كَتَبُوهُ
... وَإِذَا أَصْبَحُوا غَدَوا لِلسَّمَاعِ
وقال أيضاً :
أَنَا مِنْ أَهْلِ الحدِيـ ... ـثِ
وَهُم خَيْر فِئَه
جُزْتُ تِسْعِيْنَ وَأَر ... جُو أَنْ
أَجُوزنَّ المِئه
كان –رحمه الله تعالى- ذاماً
للكلابية ومن سلك مسلكهم حتى قال في أبيات له :
وَدعْ آرَاءَ أَهْلِ الزَّيغِ رَأْساً
... وَلاَ تغرركَ حذلقَةُ الرُّذَالِ
فَلَيْسَ يَدومُ لِلبدعِيّ رَأْيٌ
... وَمِنْ أَيْنَ المقرُّ لذِي ارْتحَالِ
يُوَافَى حَائِراً فِي كُلِّ حَالٍ
... وَقَدْ خَلَّى طَرِيْقَ الإِعتدَالِ
وَيَتْرُك دَائِباً رَأْياً لِرَأْيٍ
... وَمِنْهُ كَذَا سرِيعُ الإِنتقَالِ
وَعمدَةُ مَا يَدين بِهِ سفَاهاً
... فَأَحدَاثٌ مِنْ أَبْوَابِ الجِدَالِ
وَقول
أَئِمَّةِ الزَّيغ الَّذِي لاَ ... يُشَابههُ سِوَى الدَّاءِ العُضَالِ
كَمعْبدٍ المضلَّلِ فِي هَوَاهُ
... وَوَاصِلٍ أَوْ كغَيْلاَن المِحَالِ
وَجعدٍ ثُمَّ جَهْمٍ وَابْن حَرْبٍ
... حَمِيْرٌ يَسْتَحِقُّوْنَ المخَالِي
وَثَوْرٍ كَاسمه أَوْ شِئْتَ فَاقَلِبْ
... وَحَفْصِ الفردِ قِردٍ ذِي افْتعَالِ
وَبشرٍ لاَ أَرَى بُشرَى فَمِنْهُ
... تَولَّدَ كُلّ شَرٍّ وَاختلاَلِ
وَأَتْبَاعُ
ابْن كُلاَّبٍ كِلاَبٌ ... عَلَى التّحقيقِ هُم مِنْ شَرِّ آلِ
كَذَاكَ أَبُو الهُذَيْلِ وَكَانَ مَوْلَىً
... لِعَبْدِ القَيْسِ قَدْ شَانَ المَوَالِي
وَلاَ تَنْسَ ابْنَ أَشْرَسٍ المُكنَّى
... أَبَا مَعْنٍ ثُمَامَةَ فَهُوَ غَالِي
وَلاَ ابْنَ الحَارِثِ البَصْرِيَّ
ذَاكَ الـ ... مُضِلَّ عَلَى اجْتِهَادٍ وَاحتِفَالِ
وَلاَ الكُوْفِيَّ أَعْنِيه ضِرَارَ
بـ ... ـن عَمْرٍو فَهْوَ لِلبَصْرِيِّ تَالِي
كَذَاكَ ابْنُ الأَصَمِّ ، وَمِنْ قَفَاهُ
... مِنَ اوْبَاشِ البَهَاشِمَةِ النِّغَالِ
وَعَمْرٌو هَكَذَا أَعنِي ابْنَ بَحْرٍ
... وَغَيْرهُم مِنْ أَصْحَابِ الشِّمَالِ
فَرَأْيُ أُولاَءِ لَيْسَ يُفِيدُ شَيْئاً
... سِوَى الهَذَيَانِ مِنْ قِيْلٍ وَقَالِ
وَكُلُّ هَوَىً وَمُحْدَثَةٍ ضَلاَلٌ
... ضَعِيْفٌ فِي الحقيقَةِ كَالخيَالِ
فَهَذَا مَا أَدِينُ بِهِ إِلهِي
... تَعَالَى عَنْ شَبِيْهٍ أَوْ مِثَالِ
وَمَا نَافَاهُ مِنْ خُدَعٍ وَزُوْرٍ
... وَمِنْ بِدَعٍ فَلَمْ يَخَطُرْ بِبَالِي ا.هــ
وقد روى السِّلَفِيُّ جزءاً من شرح
أصول الاعتقاد للالكائي
ويوم جاء ونقل اعتقاد الرازيين -والذي
فيه تكفير اللفظية- قال [ وبه أقول ]
36-عَبْد الغني بن عبد الواحد بن علي
بْن سرور المَقْدِسِيّ الحنبليّ [المتوفى: 600 هـ]
هو الحافظ بحق والإمام بصدق ، ناصر
السنة وقامع البدعة ، رحمة الله عليه
كان سائراً على طريقة الإمام أحمد
في الزهد والعبادة والنكير على المبتدعة
وكان يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة كورد إمامنا ، ويقوم الليل
ويصوم عامة السنة، وكان كريماً جواداً لا يدخر شيئاً ويتصدق على الأرامل والأيتام
حيث لا يراه أحد
قال
ابن النجار عنه : كان كثير العبادة ورعاً متمسِّكاً بالسنة على قانون السلف..
ا.هــ
كما كان سيفاً حاداً على الزائغين ، مكفراً للأشعرية ، كما قال الذهبي : بَعْض أئمة
الأشاعرة مِمَّن كفروه، وكفرهم هُوَ ..ا.هــ
وقد نص عبد الغنيّ –رحمه الله
تعالى- في "الاقتصاد" على أن ضرر التكلمين –ومنهم الأشاعرة- أعظم من ضرر الكفار على المسلمين !
فقال –رحمه الله تعالى- :
اعلم ـ رحمك الله ـ أن الإسلام وأهله أتو من طوائف ثلاث
:
فطائفة ردت أحاديث الصفات وكذبوا رواتها ، فهؤلاء أشد ضرراً على الإسلام
وأهله من الكفار ، وأخرى قالوا
بصحتها وقبولها، ثم تأولوها ، فهؤلاء أعظم ضرراً من الطائفة الأولى .. ا.هــ
37- محمود بن أبي القاسم بن بدران ،
أبو محمد الدَّشْتيّ . [المتوفى: 665 هـ]
عالم زاهد من أصحاب الضياء المقدسي
" كان قانعًا، متعفّفًا، صَبُورًا على الفقر ، وكان
كثير الصّوم، فإذا أفطر أفطر على أربع عشرة لقمة أو نحوها. ويأثر أن عمر رضي الله عنه
كان يقتصر على ذلك
وكان أمّارًا بالمعروف نهّاءً عن المُنكَر، داعيةً إلى السُّنّة
مجانِبًا للبِدْعة، يبالغ في الرّدّ على نُفاة الصّفات الخبريّة. وينال منهم سَبًّا وتبديعًا "
وقد سبق ذكر ما نقله من أبيات في
تكفير الأشعرية ، فـجزاه الله خيراً وأعظم له الثواب .
38- عَبْد الساتر بْن عَبْد الحميد
بْن مُحَمَّد المقدسيّ ، تقي الدين . [679 هــ]
تفقه عَلى ابن قدامة ، ومهر فِي المذهب،
وعني بالسنّة وجمع فِيهَا
قال ابن رجب في "ذيل
الطبقات" : ناظر الخصوم وكفَّرَهم وَكَانَ صاحب جرأة، وتحرق
عَلَى الأشعرية، فرموه بالتجسيم . ا.هـ
39- يوسف بن حسن بن أحمد ابن عبد الهادي
الصالحي ابن المِبْرَد [المتوفى : 909هـ]
صاحب كتاب "جمع الجيوش
والدساكر في غزو ابن عساكر" الذي حشاه في ذم الأشعرية
وبيان ضلالهم حيث نقل كلام أئمة
الإسلام في تكفيرهم وتكفير إمامهم عليّ بن إسماعيل
ومما قاله في "جمع الجيوش"
بياناً لمنزلة هذا الرجل : أَيْنَ أَقْوَالُ
الأَشْعَرِيِّ فِي الدِّينِ؟
أَيْنَ كَلامُهُ فِي الطَّهَارَةِ،
وَالصَّلاةِ، وَالصَّوْمِ، وَالْحَجِّ، وَالْبَيْعِ، وَالنِّكَاحِ وَالطَّلاقِ؟
هَذَا أَمْرٌ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ،
إِنَّمَا كَلامُهُ فِي عِلْمِ الْكَلامِ فَقَطْ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ ..
وَقَدْ رَأَيْنَا فِي أَصْحَابِنَا
وَرُفَقَائِنَا وَمَنِ اشْتَغَلَ مَعَنَا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ وَاحِدٍ عَلَى مُجَانَبَتِهِمْ
وَمُفَارَقَتِهِمْ، وَالْوُقُوعُ فِيهِمْ .. ا.هــ
40- محمد بن عبد الوهاب بن سليمان
التميمي النجدي الحنبلي [1206 هـ]
شيخ أهل نجد في زمانه ، ومجدد
الدعوة إلى التوحيد في جزيرة العرب وغيرها
صاحب الشجاعة وقوة الرأي ، كان –رحمة
الله عليه- يحط على الأشاعرة ويصفهم بالتعطيل وقد بين جهلهم في أصل التوحيد ، وصرح
أن قولهم في القرآن من جنس كلام الجهمية .
قال –رحمه الله تعالى- كما في
الدرر السنية :
المتكلمون ممن
يدعي الإسلام، لكن أضلهم الله عن معرفة الإله
فذكر عن الأشعري، ومن تبعه: أنه القادر،
وأن الألوهية هي القدرة ! .. ا.هــ
وقال في كتاب التوحيد ذاكراً
لفوائد بعض الأحاديث ، فيه :
إثبات الصفات، خلافا للأشعرية
المعطلة .ا.هــ
وقال إسحاق بن عبد الرحمن –رحمهما
الله تعالى- عنه رحمه الله تعالى :
ويبرأ من رأي الكلابية، أتباع عبد الله
بن سعيد بن كلاب، القائلين بأن كلام الله، هو المعنى القائم بنفس الباري، وأن ما نزل
به جبريل عليه السلام حكاية، أو عبارة عن المعنى
النفسي; ويقول: هذا من قول الجهمية . ا.هــ
41- سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب [1233 هــ ]
الداعي
إلى التوحيد ، حفيد شيخ الدعوة ، وشارح كتاب "التوحيد"
كان –رحمه
الله تعالى- مصرحاً بأن الأشاعرة أصحاب إلحاد وتعطيل
كما قال
في شرحه لكتاب التوحيد : في هذا الحديث: إثبات علو الله على خلقه، وأن عرشه فوق سمواته ، وفيه: تفسير
الاستواء بالعلو كما فسره الصحابة والتابعون والأئمة، خلافًا
للمعطلة والجهمية والمعتزلة ومن أخذ عنهم،
كالأشاعرة ونحوهم ممن ألحد في أسماء الله وصفاته، وصرفها عن المعنى
الذي وضعت له ودلت عليه، من إثبات صفات الله تعالى التي دلت على كماله جل وعلا، كما
عليه السلف الصالح والأئمة ومن تبعهم ممن تمسك بالسنة" ا.هــ
42- أبوبطين : عبد الله بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن النجدي الحنبلي [1282 هـ]
الشيخ الصالح ، والعالم الناصح ، من أجل مشايخ الدعوة قدراً
وأعظمهم نكيراً على الأشاعرة وبيناناً لكفرهم
قال –رحمه الله تعالى- كما في الدرر السنية :
اعلم أن أكثر أهل الأمصار اليوم أشعرية،
ومذهبهم في صفات الرب -سبحانه وتعالى- موافق لبعض ما عليه المعتزلة الجهمية؛ فهم يثبتون
بعض الصفات دون بعض. فيثبتون الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام،
وينفون ما سوى هذه الصفات بالتأويل الباطل، مع أنهم وإن أثبتوا صفة الكلام موافقة لأهل
السنة فهم في الحقيقة نافون لها لأن الكلام عندهم هو المعنى فقط، ويقولون: حروف القرآن
مخلوقة؛ لم يتكلم الله بحرف ولا صوت. فقالت لهم الجهمية: هذا هو نفس قولنا: إن كلام
الله مخلوق لأن المراد الحروف لا المعنى.
تقارب الأشعرية من المعتزلة والجهمية
في بعض الصفات
ومذهب السلف قاطبة: أن كلام الله غير
مخلوق، وأن الله -تعالى- تكلم بالقرآن، حروفه ومعانيه، وأن الله -سبحانه وتعالى- يتكلم
بصوت يسمعه من يشاء.
والأشعرية
لا يثبتون علو الرب فوق سماواته واستواءه على عرشه ويسمون من أثبت صفة العلو والاستواء على العرش
مجسما مشبها، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة؛ فإنهم يثبتون صفة العلو، والاستواء،
كما أخبر الله -سبحانه- بذلك عن نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تكييف
ولا تعطيل.
وصرح
كثير من السلف بكفر من لم يثبت صفة العلو والاستواء.
والأشاعرة وافقوا الجهمية في نفي هذه
الصفة، لكن الجهمية يقولون: أنه -سبحانه وتعالى- في كل مكان، ويسمون الحلولية، والأشعرية
يقولون: كان ولا مكان، فهو على ما كان قبل أن يخلق المكان. والأشعرية يوافقون أهل السنة
في رؤية المؤمنين ربهم في الجنة، ثم يقولون: إن معنى الرؤية إنما هو زيادة علم، يخلقه
الله في قلب الناظر ببصره، لا رؤية بالبصر حقيقة عيانا.
فهم
بذلك نافون للرؤية التي دل عليها القرآن، وتواترت بها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومذهب
الأشاعرة: أن الإيمان مجرد التصديق، ولا يدخلون فيه أعمال الجوارح. قالوا: وإن سميت الأعمال
في الأحاديث إيمانا، فعلى المجاز لا الحقيقة.
ومذهب أهل السنة والجماعة: أن الإيمان
تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح.
وقد
كفر جماعة من العلماء من أخرج العمل عن الإيمان.
فإذا تحققت ما ذكرنا عن مذهب الأشاعرة
من نفي صفات الله -سبحانه وتعالى- غير السبع التي ذكرنا، ويقولون: إن الله لم يتكلم
بحرف، ولا صوت، وأن حروف القرآن مخلوقة
ويزعمون أن كلام الرب -سبحانه وتعالى-
معنى واحد، وأن نفس القرآن هو نفس التوراة والإنجيل، لكن إن عبر عنه بالعربية فهو قرآن،
وإن عبر عنه بالعبرانية فهو توراة، وإن عبر عنه بالسريانية فهو إنجيل، ولا يثبتون رؤية
أهل الجنة ربهم بأبصارهم، إذا عرفت ذلك عرفت خطأ من جعل الأشعرية من أهل السنة، كما
ذكره السفاريني في بعض كلامه، ويمكن أنه أدخلهم في أهل السنة مدارة لهم لأنهم اليوم
أكثر الناس، والأمر لهم، والله أعلم، مع أنه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة في بعض
ما هم عليه." ا.هــ
43- عبدالرحمن
بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب [1285
هـ]
الداعي إلى التوحيد ، والمنذر من الشرك والتنديد ، حفيد الشيخ
، وشارح كتاب التوحيد الثاني
كان شديد النكير على الأشعرية ، ومصرحاً بـكفر هذه الطائفة
قال –رحمه الله تعالى- في قرة عيون الموحدين :
فيه
إثبات كلام الله وعلوه على خلقه على ما يليق بجلاله وعظمته إثباتا بلا تمثيل، وتنزيها
بلا تعطيل، وهذا الحديث ونحوه مما احتج به أهل السنة على الجهمية والأشاعرة
والكلابية وغيرهم من أهل البدع ممن ألحد بالتعطيل في
أسماء الله وصفاته. ا.هــ
وقال أيضاً : وأما
قول الأشاعرة في نفي علو الله تعالى على عرشه فهو قول الجهمية، سواء بسواء .. وجوهرة
السنوسي، ذكر فيها مذهب الأشاعرة، وأكثره مذهب الجهمية المعطلة، لكنهم تصرفوا فيه تصرفا
لم يخرجهم عن كونهم جهمية . ا.هــ
وقد صدق وربي في قوله (مذهب
الأشاعرة .. تصرفوا فيه تصرفا لم يخرجهم عن كونهم جهمية)
وأما قول ابن تيمية في النبوات –وهو من أواخر ما صنفه- :
من أثبت
الصفات المعلومات بالعقل والسمع وإنما نازع في قيام الامور الاختيارية به كابن
كلاب ومن اتبعه فهؤلاء
ليسوا جهمية بل وافقوا جهما في بعض
قوله وإن كانوا خالفوه في بعضه وهؤلاء من اقرب الطوائف إلى السلف وأهل السنة والحديث .. ا.هـ
فهذا القول غلط
وقال عبد الرحمن أيضاً –كما في الرسائل والمسائل- :
وهذه
الطّائفة التي تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري وصفوا ربّ العاملين بصفات المعدوم والجماد،
فلقد أعظموا الفرية على الله .. فجحدوا توحيد الله في الألهية وأجازوا الشّرك الذي
لا يغفره الله، فجوّزوا أن يعبد غيره من دونه، وجحدوا توحيد صفاته بالتّعطيل، فالأئمة
من أهل السّنة وأتباعهم لهم المصنّفات المعروفة في الرّدّ على هذه الطّائفة
الكافرة المعاندة . ا.هــ
44- عبد
اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب
[1293 هـ]
عالم جليل ، صاحب شجاعة وحزم ، قال عنه تلميذه ابن سحمان :
فعبد اللطيف الحبر أوحد عصره ... إمام
الهدى قد كان لله داعياً
لقد كان فخراً للأنام وحجة ... وثقلاً
على الأعداء عضباً يمانياً
إماماً سما مجدا إلى المجد وارتقى
... وحل رواق المجد إذ كان عاليا
تصدى لرد المنكرات وهدماً ... بنته
عداة الدين من كان طاغيا
كان –رحمه الله تعالى- منكراً على
الأشعرية
ومبيناً لسلوكهم مسلك الجهمية
الذين كفرهم السلف قاطبة
قال –كما في عيون المسائل- :
بلغني أنك على طريقة من ينتسب إلى الأشعري، من تلامذة الجهمية، الذين جحدوا علوه
تعالى على خلقه، واستوائه على عرشه، وزعموا أن كتابه الكريم الذي نزل به
جبريل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم عبارة أو حكاية عما في نفس الباري لا أنه تكلم به حقيق .. وقد حكى ابن القيم عن خمسمائة إمام من أئمة الإسلام ومفاتيه
العظام، أنهم كفّروا من أنكر الاستواء، وزعم أنه بمعنى الاستيلاء . ا.هــ
45- حمد بن
علي بن محمد بن عتيق [1301 هـ]
شيخ جليل ، صاحب تحرق على المبتدعة ونصرة للسنة
قال عنه صاحبه ابن سحمان –رحمه الله تعالى- :
يعز علينا أن نرى اليوم مثله ...
لحل عويص المشكلات البوادر
فلله من حبر تفرد بالعلا ... فحل على هام النجوم الزواهر
إمام تزيا بالعبادة فاكتسى بها ... وارتقى مجداً بأسمى المظاهر ..
عليم بفقه الأقدمين محقق ... وقد كان ذا علم بفقه الأواخر
وقد حاز في علم الحديث مكانة ... تسامى بها فوق النجوم الزواهر
فلله من حبر تفرد بالعلا ... فحل على هام النجوم الزواهر
إمام تزيا بالعبادة فاكتسى بها ... وارتقى مجداً بأسمى المظاهر ..
عليم بفقه الأقدمين محقق ... وقد كان ذا علم بفقه الأواخر
وقد حاز في علم الحديث مكانة ... تسامى بها فوق النجوم الزواهر
كان –رحمة الله عليه- مبايناً للأشاعرة مبدعاً لهم ومحذراً
من كتبهم ، ومبيناً أن مرجع القوم في تأويلاتهم إلى قول المريسيّ وأضرابه ممن أجمع
السلف على تكفيرهم .
قال ابن عتيق –كما في الدرر السنية- :
وليحذر
طالب الحق من كتب أهل البدع، كالأشاعرة، والمعتزلة، ونحوهم، فإن فيها من التشكيك، والإيهام، ومخالفة
نصوص الكتاب والسنة ما أخرج كثيرا من الناس عن الصراط المستقيم، نعوذ بالله من الخذلان. ا.هــ
وقال في رسالته إلى صديق حسن خان :
اعلم
أرشدك الله أن الذي جرينا عليه أنه إذا وصل إلينا شيء من المصنفات في التفسير أو شرح
حديث اختبرناه واعتبرنا معتقده في العلو والصفات والأفعال فوجدنا الغالب على كثير من
المتأخرين أو أكثرهم مذهب الأشاعرة الذي حاصله
نفي العلو وتأويل الآيات في هذا
الباب بالتأويلات الموروثة عن بشر المريسي
وأضرابه من أهل البدع والضلال ومن نظر في شروح البخاري ومسلم ونحوهما
وجد ذلك فيها .
ا.هــ
46- سليمان بن سحمان بن مصلح الخثعمي
العسيري النجدي [1349 هـ]
الحسام الماحق في وجوه المبطلين ، صاحب الردود النافعة
والكتب النافقة
قال عنه الشيخ محمد بن عبد اللطيف : " العالم النبيل، والفاضل الجليل، الشيخ سليمان بن
سحمان "
وقال
عنه الشيخ حمود التويجري : " العلامة المحقق سليمان بن سحمان قدس الله روحه
"
وهو صاحب المقامات المشهورة في الإنكار على الجهمية
وتكفيرهم
والرد على من حكى الخلاف في ذلك
قد نص –رحمه الله تعالى- على أن الأشاعرة نفاة للعلو
وبين أن من نفى علو الله فهو كافر بل ومن شك في كفره فهو
مثله !
كما صرح وفي مواضع بضلال القوم وتبديعهم .
قال –رحمه الله تعالى- في الأسنة الحداد : السواد الأعظم من هذه الأمة من كانوا على مثل
ما كان عليه أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في كل ما يفعلونه ويقولونه
وينتحلونه والأشعرية والماتريدية ليسوا
كذلك بل هم من أهل البدع والأهواء
ومن الفرق الضالة .. الأشاعرة الضلال .. فهؤلاء الأشعرية مخالفون لأهل السنة
مجانبون لهم في أكثر اعتقادهم ولو لم
يكن إلا نفيهم لعلو الله على خلقه وتعطيله عن عرشه وجحد صفاته وزعمهم أن القرآن عبارة عما في نفس الباري .. ا.هــ
وقال في التعليق على لوامع الأنوار متعقباً من عد الأشعرية
في جملة أهل السنة ! :
هذا مصانعة من المصنف في إدخاله الأشعرية
والماتريدية في أهل السنة والجماعة، فكيف يكون من أهل السنة والجماعة من لا يثبت علو الرب
سبحانه فوق سماواته، واستواءه على عرشه ويقول: حروف القرآن مخلوقة، وإن الله لا
يتكلم بحرف وصوت
ولا يثبت رؤية المؤمنين ربهم في الجنة
بأبصارهم، فهم يقرون بالرؤية
ويفسرونها بزيادة علم يخلقه الله في قلب
الرائي، ويقول: الإيمان مجرد التصديق وغير ذلك من أقوالهم المعروفة المخالفة لما عليه
أهل السنة اولجماعة ؟! .. ا.هــ
وقال
في كشف الأوهام مبيناً كفر نفاة العلو :
قَالَ الْخلال فِي السّنة أَخْبرنِي
عَليّ بن عِيسَى أَن حنبلا حَدثهمْ قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول
[ من زعم أَن الله لم يكلم مُوسَى فقد
كفر بِاللَّه وَكذب الْقُرْآن ورد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آمره يُسْتَتَاب
من هَذِه الْمقَالة فَإِن تَابَ وَإِلَّا ضربت عُنُقه ]
فَهَذَا
كَلَام الإِمَام أَحْمد فِيمَن نفى صفة الْكَلَام فَكيف إِذا أضَاف إِلَى ذَلِك نفي
علو الله على خلقه واستوائه على عَرْشه وَزعم أَنه لَا دَاخل الْعَالم وَلَا خَارجه
وَلَا مُتَّصِلا بِهِ وَلَا مُنْفَصِلا عَنهُ وَلَا محايث لَهُ أَتَرَى
أَنه يشك فِي كفر هَؤُلَاءِ أَو فِي كفر من لم يكفرهم ؟! . ا.هــ
47- محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن [1367 هـ ]
شيخ فاضل من أصحاب حمد بن عتيق
رحمهما الله تعالى
كان مبيناً لابتداع الأشاعرة
ومخالفتهم للجادة المستقيمة
قال –رحمه الله تعالى- كما في
الدرر السنية :
ونعتقد أن القرآن كلام الله، منَزّل
غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأن الله تكلم به حقيقة، وسمعه جبرائيل من الباري سبحانه،
ونزل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا
نقول بقول الأشاعرة ولا غيرهم من أهل البدع .. ا.هــ
48- عبدُاللهِ
بن محمدٍ بن أحمد الدويشْ [ 1409 هـ ]
المحدث
الفاضل والداعي إلى التوحيد ، كان آيةً في الحفظ وسرعة الفهم
له
ردود نافعة على من خالف السنة من العصريين
وقد
بيّن –رحمه الله تعالى- أن الأشاعرة من أهل الأهواء لا من أهل السنة !
فقال
في كتابه " المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال " :
قوله –أي ابن قطب- في التوجه إلى الله
الذي لا يتحيز في مكان
هذا قول أهل البدع كالجهمية والمعتزلة
والأشاعرة وأما أهل السنة
فلا يصفون الله إلا بما وصف به نفسه وبما وصفه رسوله –صلى الله عليه وسلم- لا
يتجاوزون القرآن والحديث فيثبتون علو الرب عز وجل واستوائه على عرشه .. ا.هــ
وللدويش
أيضاً تعليقات على شرح ابن حجر الأشعري
مما
قال فيها متعقباً للعسقلاني :
إعلم أن لفظة إطلاق الجهة في حق الله نفياً او إثباتاً بدعة
وأما قوله –يعني
ابن حجر- إن وصفه بالعلو مستحيل من جهة الحس
فليس كذلك بل هو سبحانه فوق كل شيء بذاته وهذا قول أهل السنة
والجماعة
يثبتون له تعالى صفة العلو علو الذات وعلو القهر وعلو القدر
خلافاً
لأهل البدع الذين لا يثبتون علو الذات ،
وأما قوله ولم يرد ضد ذلك إلخ
فيقال إنه سبحانه لم يوصف بضد ذلك لأنه ينافي كونه سبحانه
فوق كل شيء وهذا أدل دليل على علوه سبحانه بذاته على كل شيء سبحانه وتعالى .. ا.هــ
وقال أيضاً : قوله "والمراد
بغضب الله إرادة إيصال العقاب كما أن المراد بلعنة الله الإبعاد عن رحمته "
قال : هذا تأويل مردود والصواب إثبات صفة الغضب واللعن لله على ما يليق بجلاله وعظمته
وهذا قول أهل السنة والجماعة خلافاً للجهمية ومن أخذ عنهم . ا.هــ
وقال أيضاً –رحمة الله عليه- متعقباً تأويل حديث الأَذَن :
هذا تأويل مردود والصواب إثبات هذه الصفة لله حقيقة على ما
يليق بجلاله وعظمته من غير أن يشبه ذلك باستماع المخلوق وهذا قول أهل السنة والجماعة
خلافاً
لأهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ونحوهم
. ا.هــ
49- أبو عبد الله حمود بن عبد الله بن
حمود التويجري من قبيلة بكر بن وائل [1413 هـ]
شيخ السنة في نجد ، العالم الصادع بالحق الذي لا تأخذه في
الله لومة لائم
صاحب الردود الحارقة على أهل البدع والمارقة
كان –رحمه الله تعالى- سيفاً مصلتاً على المبتدعة
كما كان مصرحاً بمخالفة الأشعرية لمذهب أهل السنة ، ومبيناً
لكفر من ينفى علو الباري سبحانه
قال في "القول البليغ" : وأما
توحيد الأسماء والصفات؛ فإن التبليغيين فيه أشعرية وماتريدية، وهما من المذاهب المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة. ا.هــ
وقال في الأجوبة الجلية : قول بعضهم: (إن
عقيدة أهل السنة والجماعة هي عقيدة الأشاعرة).
والجواب أن يقال: هذا خطأ وجهل لأن الأشاعرة قد سلكوا في باب الصفات مسلك التأويل وصرف الأخبار الواردة في ذلك عن ظاهرها، وهذا خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان فإنهم كانوا يؤمنون بما وصف الله به نفسه
والجواب أن يقال: هذا خطأ وجهل لأن الأشاعرة قد سلكوا في باب الصفات مسلك التأويل وصرف الأخبار الواردة في ذلك عن ظاهرها، وهذا خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان فإنهم كانوا يؤمنون بما وصف الله به نفسه
وبما
وصفه به رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ويمرون الأخبار التي جاءت في الصفات كما
جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وينزهون الله تعالى عن مشابهة
المخلوقات
{لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة وهم الفرقة
الناجية من فرق هذه الأمة كما جاء ذلك في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن عبد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أن
رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: [ إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين
ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ]
قالوا:
من هي يا رسول الله؟ قال: [ ما أنا عليه وأصحابي ]
قال
الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وروى الطبراني نحوه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
وروى الطبراني نحوه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
وهذا
الحديث هو القول الفصل في تعيين أهل السنة والجماعة ..
فكل
من ادعى أنه من أهل السنة والجماعة فإن أعماله وأقواله في الأصول والعقائد تعرض
على ما كان عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم فإن كان موافقا لما كانوا
عليه فهو من أهل السنة والجماعة وإن كان مخالفا لهم فدعواه باطلة مردودة. ا.هــ
وقال –رحمه الله تعالى- في "السراج الوهاج" :
إن المردود بنصوص الكتاب والسنة وإجماع الصحابة
والتابعين وأئمة العلم والهدى من بعدهم هو قول الشلبي الجهمي أن الله تعالى في كل
مكان أو أنه منزه عن المكان فالأول قول الحلولية الجهمية والثاني قول المعطلة منهم
وكل من القولين باطل وضلال وكفر بالله العظيم
.. إنكار علو الله على خلقه واستوائه على عرشه .. قول الجهمية الذين كفرهم علماء
السلف .. اهــ
50- أبو عبد الله محمود بن محمد الحداد
[الولادة: 1380- الوفاة : ؟ ]
الداعي إلى التوحيد والسنة ،
الشديد في إنكار البدع والتغليظ على المبتدعة
صاحب المحنة الشهيرة في هذا العصر
بسبب كلامه في الأشاعرة ومن يتولاهم
وكلامه فيهم كثير ، وتصريحه
بتجهيمهم مشهور ومنثور
ومما قاله فيهم قوله : الأشاعرة يقينا
ليسوا من أهل السنة , فقد قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى: (من لم يقر بأن
الله تعالى في السماء فهو جهمي) ,وهم لا يقرون ولا تقر قلوبهم و عيونهم بهذا و غيره
من أسماء الله تعالى وصفاته. ا.هــ
وقد سألته عمن صلى وراء أشعري وهو
لا يعلم ؟
فقال : ( يعيد ولو بعد عشرين سنة ،
كما قال معاذ بن معاذ –رحمه الله تعالى- حين صلى وراء قدريّ : [ أعدت تلك الصلاة بعد
عشرين سنة ] .. ) ا.هــ
فهذا قول نحو أربعين رجلٍ من أهل
الحديث -ومنهم أئمة في الدين- ينصون
على كفر الأشعرية
أو تجهيمهم ، والبقية منهم –ممن ذكرت انتقاءً لا حصراً- لا
يدارون في تضليلهم ومباينتهم
وبهذا يستبين لكل منصف أن قول من
زعم أن الأشاعرة :
(ليسوا بكفار بل فيهم الأئمة والعلماء
والأخيار) !
(إخراجهم من أهل السنة مطلقاً ليس من
العدل) !
(هم من أهل السنة والجماعة في كثير
وليسوا من أهل السنة والجماعة في قليل) !
( الأشاعرة من
أهل السنة ) !
قول مطروح ، وعند الأئمة زور مفضوح
بل الحق أن من عرف مذاهب القوم الغوية
، ثم لم يكفرهم وهو من أصحاب الفهوم السوية
فهو مثلهم بلا تقية !
وكذلك يستبين بما سبق نقله من
أقوال أهل العلم فساد قول بعض الناس :
(لولا ابن تيمية -والعلم عند الله- لكنا اليوم أشعرية)
!
وذلك لأن ابن تيمية لم يأت بشيء
بجديد لم يقله علماء السنة قبله وبعده ولم
يتفرد بشيءمن جهة بيان ضلال القوم ، وأن أقوالهم عند أهل العلم كفرية
لكنه تفرد ! دون علماء السنة فخاض
معهم بالكلام المحدث
فصار مخالفاً لإجماع من سبقه من
أهل الحديث
كما قال ابن رجب في "ذيل الطبقات"
:
طوائف من أئمة أهل الحديث وحفاظهم وفقهائهم
: كَانُوا يحبون الشيخ ويعظمونه، وَلَمْ يكونوا يحبون لَهُ التوغل مَعَ أهل الْكَلام
ولا الفلاسفة، كَمَا هُوَ طريق أئمة أهل الْحَدِيث المتقدمين، كالشَّافِعِي وَأَحْمَد
وإسحاق وأبي عبيد ونحوهم .. ا.هـ المراد
وكذلك تفرد ابن تيمية دون علماء
أهل السنة بالقول أن من نفاة العلو –الأشعرية وغيرهم- من بلغه القرآن والحديث ومع ذلك فهو معذور إما لجهله
أو تأويله !!
كما قال أبو بطين –رحمه الله
تعالى- : رأي الشيخ - في التوقف عن تكفير
الجهمية ونحوهم- خلاف نصوص الإمام أحمد وغيره من أئمة الإسلام .. ا. هـ
وتفرد ابن تيمية أيضاً دون علماء
السنة بقوله عن بعض أئمة الأشاعرة والمعطلين :
" ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة
وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير
من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف
، لكن لما التبس عليهم هذا لأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا
إلى طرده والتزام لوازمه " !
ولو قدر أن ابن تيمية تفرد في بعض
جوانب ردوده على الأشاعرة دون من قبله !
فإن هذا التفرد لا يجيز للمتعصبين
له تعليق هداية المتأخرين في مجانبة الأشعرية بردوده عليهم ، وذلك لكونه قد خلط
ردوده بأمور مشينة في التعامل مع القوم والحكم عليهم
فلو لم ينتقد رجلٌ القومَ ولم يبين
ضلالهم إلا في مسألة واحدة دون تخليط معهم في الحكم والتعامل
لكان خيراً ممن رد عليهم في مسائل عديدة
ثم خالف في تعامله معهم وحكمه عليهم عدة إجماعات أثرية!
لأن الأمر كما قال البربهاريّ –رحمه
الله تعالى- في "شرح السنّة" :
العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ، ولكن
العالم من اتبع الكتاب والسنة وإن كان قليل العلم والكتب .. .ا.هــ
وتعليق الهداية بـكلام ابن تيمية
في بيان حال الأشعرية كما هو في قول القائل :
(لولا ابن تيمية -والعلم عند الله-
لكنا اليوم أشعرية) !
هذا فيه إهدار لمجهود الأئمة وعلى
مدى قرون في بيان ضلال القوم ، وعامة كتب السنة التي صنفها المتقدمون في الرد على
الجهمية هي في حقيقتها ردٌ على الأشعرية
كما قال عبد الرحمن بن حسن –رحمه
الله تعالى- :
إذا علم ذلك، فلا ريب: أن كثيرا من
أئمة الحديث، صنفوا في إبطال مذهب الأشاعرة ومن وافقهم من نفاة الصفات، وبينوا
ما دل عليه الكتاب والسنة.
وأول من صنف في ذلك : الإمام أحمد بن
حنبل، وابنه عبد الله، وأبو بكر المروذي، وأبو بكر الخلال، وعثمان بن سعيد الدارمي
وإمام الأئمة محمد بن خزيمة، وأبو عثمان الصابوني، والدارقطني .. وابن أبي حاتم ، ومن
بعدهم .. وكل هؤلاء وأمثالهم من أهل السنة والجماعة، ممن
لا يمكن حصرهم سلفا وخلفا، قد خالفوا الأشاعرة، وردوا مذهبهم .. ا.هـ
هذا وقد قال ابن تيمية كما في
مجموع :
لَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يَجْعَلَ
الْأَصْلَ فِي الدِّينِ لِشَخْصِ إلَّا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
وَلَا يَقُولَ إلَّا لِكِتَابِ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنْ نَصَّبَ شَخْصًا كَائِنًا مَنْ كَانَ فَوَالَى وَعَادَى عَلَى
مُوَافَقَتِهِ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ فَهُوَ { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ
وَكَانُوا شِيَعًا } الْآيَةَ .. ا.هــ
وقال أيضاً في المنهاج : وكثير من الناس
فيهم من الغلو في شيوخهم من جنس ما في الشيعة من الغلو في الأئمة .. ا.هــ
هذا ، والحمد
لله رب العالمين .