الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد:
فقد أخرج البخاري في صحيحه من طريق ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو أَنَّ أَبَا مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ [ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنْ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ [ كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ ]
وكان عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما يهلل دبر كل صلاة حين يسلم بكلمات
ويأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم
ففي هذا بيان سنية هذا الرفع ، ولكن لا يرفع الرجل صوته رفعاً مبالغاً فإن الله يقول {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} قالت أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- [ إِنَّمَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي الدُّعَاء ]
وقد قال ابن سحمان –رحمه الله- في "تحقيق الكلام" عن حديث ابن عباس الآنف : وعليه عمل الصحابة وقد قال عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه- [ من كان منكم مستنًا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئكك أصحاب محمد: أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ]
وقال ابن سحمان –رحمه الله- رداً على من قال بأن هذا الرفع بدعة وأن فيه تشويشاً على الناس (!) قال : ليس ما ثبت في الصحيح عن النبي –صلى الله عليه وسلم- مما سنه –صلى الله عليه وسلم- من الجهر بالذكر بعد المكتوبة تشويشاً بل هذا القول هو التشويش على الناس والتلبيس عليهم بل هو من أبطل الباطل وأعظم المنكرات لأن ذلك دفع في نحر النصوص ورد لها بالتمويه والسفسطة والقول بلا علم وقلب الحقائق .. ا.هــ المراد