آخر الأخبار
| ]

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
ثم أما بعد...
كون الله يرى بجهة من الرائي ثبت باجماع السلف والأئمة

مثل ما روي اللآلكائي عن علي بن ابي طالب أنه قال [ إن من تمام النعمة دخول الجنة والنظر الى الله في جنته ]

وعن عبد الله بن مسعود أنه قال في مسجد الكوفة وبدأ باليمين قبل الحديث فقال [ والله ما منكم من انسان الا ان ربه سيخلو به يوم القيامة كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ]
قال [ فيقول ما غرك بي يا ابن آدم ثلاث مرات ماذا أجبت المرسلين ثلاثا كيف عملت فيما عملت  ]

وعن أبي موسى الأشعري أنه كان يعلم الناس سنتهم ودينهم قال فشخصت أبصارهم !
قال: [ فما حرف أبصاركم عني ]
قالوا: الهلال أيها الامير
قال: [ فذاك اشخص ابصاركم عني ؟ ]
قالوا: نعم
قال: [ فكيف اذا رأيتم الله جهرة ]

وعن معاذ بن جبل قال: [ يحبس الناس يوم القيامة في صعيد واحد
فينادي أين المتقون ؟
فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب منهم ولا يستتر ]
قلت: من المتقون ؟
قال: [قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان واخلصوا لله العبادة فيمرون الى الجنة]

وروي اللآلكائي عن ابن وهب قال سمعت مالك بن انس يقول [ الناظرون ينظرون الى الله عز و جل يوم القيامة بأعينهم ] ..

وعن الأوزاعي أنه قال [ إني لأرجو ان يحجب الله جهما وأصحابه أفضل ثوابه الذي وعده أولياءه حيث يقول {وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة} فجحد جهم وأصحابه أفضل ثوابه الذي وعد أولياءه ] ...

وعلى هذا قد اتفق أهل السنة لا يخالف فيه إلا مبتدع ضال كما قال أبو نصر السجزي في كتاب الابانة له : وأئمتنا رحمهم الله .. متفقون على ان الله سبحانه وتعالى .. يرى يوم القيامة بالأبصار فوق العرش ..  فمن خالف شيئا من ذلك فهو منهم بريء وهم منه برآء


وليعلم أن قول الأشعرية في الرؤية المزعومة دون مقابلة (!) هو عند التحقيق قول المعتزلة ولكن القوم أهل نفاق وتمويهه ، كما قال السجزي في رسالته إلى أهل زبيد : قال الأشعري ( إنّ الله سبحانه يرى يوم القيامة على الحقيقة) وأظهر الرد على من أنكرها.
وأفصح في بعض كتبه (أنه يرى بالأبصار)
وقال في موضع آخر: (لا تختص الرؤية بالبصر ولا تكون عن مقابلة  لأنّ ما يرى مقابلة كان جسماً) .
فهو إذا قال: إنه يرى بالأبصار لم يجز في العقل أن تكون عن غير مقابلة
وإن قال إنّ الرؤية لا تختص البصر عاد إلى قول المعتزلة، وصارت الرؤية في معنى العلم الضروري .
وقد حكي عن بعض متأخريهم أنه قال: لولا الحياء من مخالفة شيوخنا لقلتُ إنّ الرؤية هي العلم لا غير . ا.هــ المراد
وقال السجزي :  فأظهر –أي الأشعري- خلافهم –أي المعتزلة- وهو موافق لهم . ا.هــ المراد
وقال ابن تيمية في الدرء : الأصل الذي بنت عليه المعتزلة كلامها في أصول الدين هو هذا الأصل الذي ذكره الأشعري
لكنه مخالف لهم في كثير من لوازم ذلك وفروعه
وجاء كثير من أتباعه المتأخرين كأتباع صاحب الإرشاد فأعطوا الأصول التي سلمها للمعتزلة حقها من اللوازم
فوافقوا المعتزلة على موجبها
وخالفوا شيخهم أبا الحسن وأئمة أصحابه
فنفوا الصفات الخبرية ونفوا العلو
وفسروا الرؤية بمزيد علم لا ينازعهم فيه المعتزلة
وقالوا ليس بيننا وبين المعتزلة خلاف في المعنى
وإنما خلافهم مع المجسمة . ا.هـــ المراد
ونفي الرؤية كفر عند السلف كما ورد عن مالك –رحمه الله- أنه قيل له إنهم يزعمون ان الله لا يرى فقال [ السيف السيف ] .. 
وروى الخلال في كتاب السنة قال حدثنا ابو بكر المروذي قال :
سألت أبا عبد الله عن أحاديث الرؤية فصححها وقال [ قد تلقتها العلماء بالقبول لنسلم الخبر كما جاء ] ..
وقال حنبل عن أبي عبدالله [ القوم يرجعون الى التعطيل في قولهم ينكرون الرؤية .. ] وسمعت أبا عبد الله يقول [ قالت الجهمية ان الله لا يرى في الآخرة ونحن نقول ان الله يرى .. ] ..
وسمعت أبا عبد الله يقول [ من زعم ان الله لا يرى في الآخرة فقد كفر بالله وكذب بالقرآن ورد على الله امره فيستتاب فان تاب والا قتل ] " [18]
وقد صدق ابن تيمية لما قال في بيان تلبيس الجهمية : "مسألة الرؤية" كانت من أكبر المسائل الفارقة بين السنة المثبتة وبين الجهمية

حتى كان علماء أهل الحديث والسنة يصنفون الكتب في الأثبات ويقولون "كتاب الرؤية" و"الرد على الجهمية" وكذلك الأحاديث التي تنكرها الجهمية من أحاديث الرؤية وما يتبعها ويعدون من أنكر الرؤية معطلا .

منقول

 
لتعديل على القالب اضغط على الصورة وقم بتواصل معانا واى استفسار ضع تعليق فى تدوينة اتصل بنا