الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد...
قال الطبري في تفسيره (688): حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السُّدّيّ في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مُرَّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه قالوا: جعل إبليس على مُلك سماء الدنيا وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم"الجنّ" وإنما سُمُّوا الجن لأنهم خُزَّان الجنة وكان إبليس مع مُلكه خازنًا.و قال ابن أبي حاتم في تفسيره (362): حدثنا أبي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد عن سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: كان إبليس اسمه عزازيل وكان من أشراف الملائكة من ذوي الأجنحة الأربعة، ثم أبلس بعد.
وقال الطبري أيضاً (693): حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قال: (إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ) كان من قبيل من الملائكة يقال لهم"الجن": وكان قتادة يقول: جَنَّ عن طاعة ربه.
وقال أيضاً: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني شيبان، قال حدثنا سلام بن مسكين، عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: كان إبليس رئيسَ ملائكة سماء الدنيا
رواية قتادة عن سعيد -المعنعنة- قد تمشى في المقطوع
فإن قال قائل: القول بأن ابليس من الملائكة مخالف لما جاء في الحديث أن " الملائكة خلقت من نور والجن من نار "؟!
و لما عُلم من أن الجن يتوالدون ويتناسلون بخلاف الملائكة؟!
وأين هذا من قوله تعالى عن إبليس {كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}؟!
والجواب:
قال الطبري في تفسيره (1 - 508): غيرُ مستنكر أن يكون الله جل ثناؤه خَلق أصنافَ ملائكته من أصنافٍ من خلقه شَتَّى.
منقول