الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
ثم أما بعد
فهذه السلسلة (2) في الرد على
النووي
قال النووي في شرحه [2-236] : قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ أَلَا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ
عَيْنِ الْيُمْنَى) مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ سِمَاتِ الْحَدَثِ
وَعَنْ جَمِيعِ النَّقَائِصِ
وَأَنَّ الدَّجَّالَ مَخْلُوقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى
نَاقِصُ الصُّورَةِ فَيَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَعْلَمُوا هَذَا وَتُعَلِّمُوهُ النَّاسَ
لِئَلَّا يَغْتَرَّ بِالدَّجَّالِ مَنْ يَرَى تَخْيِيلَاتِهِ وَمَا مَعَهُ مِنَ الْفِتْنَةِ . ا.هــ
" هذا تعطيل لدلالة الحديث هرباً من إثبات الصفة ،
فإن صفة العين ثابتة بالكتاب والسنة والآثار وقد أجمع العلماء وأئمة الدين على إثباتها
"
قال ابن خزيمة –رحمه الله- في كتاب
التوحيد : فَوَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ
يُثْبِتَ لِخَالِقِهِ وَبَارِئِهِ مَا ثَبَّتَ الْخَالِقُ الْبَارِئُ لِنَفْسِهِ، مِنَ
الْعَيْنِ،
وَغَيْرُ مُؤْمِنٍ مَنْ يَنْفِي عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا قَدْ ثَبَّتَهُ اللَّهُ
فِي مُحْكَمِ تَنْزِيلِهِ، بِبَيَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي
جَعَلَهُ اللَّهُ مُبَيِّنًا عَنْهُ، عَزَّ وَجَلَّ، فِي قَوْلِهِ: {وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}
وقد استدل بحديث أنس –الذي تعرض له النووي بالتحريف- جماعة من الأئمة وغيرهم من
المصنفين في الاعتقاد على إثبات العينين لله جل وعلا –وعليه إجماع السلف- منهم :
أبو سعيد الدارمي –رحمه الله- في
النقض حيث قال : الْعَوَرُ
عِنْدَ النَّاسِ ضِدُّ الْبَصَرِ، وَالْأَعْوَرُ عِنْدَهُمْ ضِدُّ الْبَصِيرِ بِالْعَيْنَيْنِ.
وابن خزيمة –رحمه الله- في التوحيد
حيث قال : فَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ لِلَّهِ عَيْنَيْنِ . ثم أورد أحاديثاً من ضمنها حديث أنس
واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد
عند باب : ما دل من كتاب الله عز وجل وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم على أن من صفات الله عز وجل : الوجه والعينين واليدين ..
" وبهذا يعلم أن النووي في تأويله
لهذه الصفة أيضاً سلك مسلك الجهمية ومن وافقهم وخالف الكتاب والسنة والإجماع
".
وصلى الله على نبينا محمد