آخر الأخبار
| ]



الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
ثم أما بعد...

والرد على استدلالهم بهذه القصة من وجوه :
الوجه الأول : هذه القصة لا تصح سنداً فإن " بعض من ذكر هذه الحكاية يرويها بلا إسناد, وبعضها عن محمد بن حرب الهلالي, وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن أبي الحسي الزعفراني عن الأعرابي
وقد ذكرها البيهقي  بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي قال: حج أعرابي فذكر نحو ما تقدم.
ووضع لها بعض الكذابين إسنادا إلى علي بن أبي طالب .
كما روى أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن الكرخي, عن علي بن محمد بن علي, حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي, قال حدثنا أبي عن أبيه سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي بن أبي طالب, فذكر نحو ما تقدم .
قال الحافظ ابن عبد الهادي: هذا الخبر منكر موضوع   لا يصلح الاعتماد عليه, ولا يحسن المصير إليه, وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض, والهيثم جد أحمد بن محمد بن الهيثم أظنه ابن عدي الطائي, فإن لم يكن هو فهو كذاب متروك, وإلا فمجهول
وقال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: الهيثم بن عدي كوفي ليس بثقة كان يكذب
وقال العجلي وأبو داود: كذاب
وقال أبو حاتم الرازي والنسائي والدولابي والأزدي متروك الحديث
وقال السعدي: ساقط كشف قناعه
وقال أبو زرعة: - ليس بشيء
وقال ابن عدي: ما أقل ما له من المسند, وإنما هو صاحب أخبار, وأسمار, ونسب, وأشعار
وقال الحاكم أبو عبد الله:- الهيثم بن عدي الطائي في علمه ومحله حدث عن جماعة من الثقات أحاديثه منكرة
وقال العباس بن محمد: سمعت بعض أصحابنا يقول: قالت جارية الهيثم: كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي فإذا أصبح جلس يكذب؟.
فإذا كانت هذه الحكاية عند أهل العلم بهذه المثابة لم تثبت بسند يعول عليه ويحتج به.  " [ الصواعق المرسلة ص255 فما بعد ]
الوجه الثاني : " ولو سلمنا ثبوت هذه الحكاية فلا دليل فيها على ما ذهب إليه [من ذهب] من تجويز دعاء الأنبياء والصالحين,[أو التوسل بذواتهم وجاههم] . فالأعراب لا يحتج بأفعالهم ويجعلها دليلا شرعيا إلا مصاب في عقله, مفلس في فهمه وعلمه
وكذلك نقل العتبي ومن مضى من رجال سندها ليسوا بشيء..
ولم يأت عن أحد من الأئمة من عهد الصحابة إلى آخر القرون المفضلة في هذا الباب ما يثبت, لا طلب الاستغفار ولا غيره, وقد حكى ابن تيمية الإجماع على منعه. "

الوجه الثالث : لو أريد من الاستدلال بهذا الأثر إثبات التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم فيقال :
ترك الصحابة رضي الله عنه لهذا النوع من التوسل من أظهر الأدلة على عدم مشروعيته فقد " دعا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في الاستسقاء المشهور بين المهاجرين والأنصار وقوله [ اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا ]
يدل على أن التوسل المشروع عندهم هو التوسل بدعائه وشفاعته لا السؤال بذاته، إذ لو كان هذا مشروعاً لم يعدل عمر والمهاجرون والأنصار عن السؤال بالرسول إلى السؤال بالعباس."  
"والذي فعله عمر فعل مثله معاوية بحضرة من معه من الصحابة والتابعين، فتوسلوا بيزيد بن الأسود الجُرشيِّ كما توسل عمر بالعباس.
وكذلك ذكر الفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهم أنه يتوسل في الاستسقاء بدعاء أهل الخير والصلاح، قالوا: وإن كان من أقارب رسول الله فهو أفضل، اقتداء بعمر. ولم يقل أحد من أهل العلم إنه يسأل الله تعالى في ذلك لا بنبي ولا بغير نبي."
و" عدول عمر عن هذا إلى التوسل بدعاء العباس رضي الله عنه أكبر دليل على أن عمر والصحابة الذين كانوا معه كانوا لا يرون التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم وعلى هذا جرى عمل السلف من بعدهم كما رأيت في توسل معاوية بن أبي سفيان والضحاك ابن قيس بيزيد بن الأسود الجرشي وفيهما بيان دعائه بصراحة وجلاء

فهل يجوز أن يجمع هؤلاء كلهم على ترك التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم لو كان جائزا سيما والمخالفون يزعمون أنه أفضل من التوسل بدعاء العباس وغيره؟ اللهم إن ذلك غير جائز ولا معقول بل إن هذا الإجماع منهم من أكبر الأدلة على أن التوسل المذكور غير مشروع عندهم فإنهم أسمى من أن يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير "

منقول

 
لتعديل على القالب اضغط على الصورة وقم بتواصل معانا واى استفسار ضع تعليق فى تدوينة اتصل بنا